.الدكتور : محمد البدوي :
من الغريب جدا أن نرى مسؤولا جامعيا كبيرا يرفض توشيح طالبة تلبس وتتزين وتتحلى بوسام الكوفية الفلسطينية، وكأني بهذا المسؤول وما أكثرهم وقد أوغلوا بالأمس القريب وبالغوا في إبرام اتفاقيات ومعاهدات لا يعلم خباياه سوى من يعلم السر وأخفى، ويعلم وحده مضامين ما وقعوا عليه وما بصموا عليه من بياض ، سواء طوعا أو كرها غير آبهين بما يصنعون ، وقد أغرتهم دريهمات معدودات واستماتة في التشبث بكراسي وهمية التصقوا بها والتصقت بهم. ومن الحب أو الوله ما يقتل كما يقال، وهو ما حصل لصاحبنا العميد (بالدال رغم ان احدهم قال لي استبدل حرف الدال باللام) ومن على شاكلته وعلى هواه، غير آبه بما صنع الآباء والأجداد في سبيلك هذه الأمة الخيرة.
هل كان يدري هذا المسؤول وقد حملني ما صنع أن أجعله نكرة، ولست وحدي وإنما هو ضمير كل المغاربة إلا من شذ عنهم من المرتزقة المحسوبين على الإعلام الرسمي الذي يمول من جيوب أمثال الذين يلبسون الكوفية .
نكرة هذا ( مسؤول) عفوا مرة ثانية وحتى للمرة الألف ، وقد يغفر لي عشاق لغة الضاد وزر هذا الخطأ، ولا يغفر لهذا ( مسؤول في الجامعة ) عموم المغاربة الذين احترقت قلوبهم ويموتون يوما بعد يوم وقد حبسهم العذر عن الهَبَّةِ والقومة نصرة لآهالينا الذين يسومهم العدو أصناف العذاب يقتل الأطفال والشيوخ والنساء ويمارس إبادة جماعية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية، من جرائم استنكرها عالم الجن والإنس، وحتى عالم الأشياء والحيوان.
هل كان يتوقع صاحبنا (مسؤول في الجامعة) أن هذه الطالبة كغيرها واقتداء بزميلاتها وزملائها في مختلف جامعات أوروبا وأمريكا تقدمن لاستلام الشهادات وهن يتوشحن كوفية العزة والكرامة! ؟
هل غاب عن صاحبنا النكرة أن الكوفية أصبحت اليوم رمز التحرر والانعتاق من رقبة الظلم والاستعباد والتحكم المريض؟
لماذا غاب عن صاحبي أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة ، هي رمز عزة هذه الأمة، وهي صمام أمان من التردي السحيق في مستنقع الذل والمهانة والخسة.
أخاف على صاحبي النكرة وقد رضع حليب التطبيع وولغ في الإناء كما ولغ الكلب، وليس أي كلب.
هل غاب عن صاحبي مناقشة الطالب الغزاوي الذي استشهد في غزة ، وأقيمت له أحسن مناقشة عرفها تاريخ الدكتوراه في وطني في قلب مراكش الحمراء عاصمة الموحدين والمرابطين؟
هل غاب عن صاحبي النكرة تلك الصورة أو الصور التي انتشرت كالهشيم لكوكبة من خيرة أطر كليات الحقوق بوطني وهم يتوشحون الكوفية الفلسطينية فرحين مستبشرين مسرورين.
ربما نسي هذا النكرة أن لنا هناك حيّاً وبابا وحارة في فلسطين، وأن المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله استعان بأجدادنا وآبائنا لتحرير المسجد الأقصى.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
.