ذ : إدريس حيدر
مِنْ بَعِيدٍ
مِنْ وَرَاءِ السَّحَابِ
مِن الْمُنْتَهَى
تَهُبُّ زَفَرَاتُ الرِّيحِ
تَكْتُبُ مِنْ مِدَادِ الْعَدَمِ
عَلَى صَفَحَاتِ النَّهْرِ
وَصِيَّةَ الْوُجُودِ
***
أَتَأَمَّلُ اللَّحْظَةَ وَ الصُّورَةَ
تَسْكُنُنِي بَهْجَةُ الْحَالِمِ
وَفُضُولَ الْمُكْتَشِفِ
أَغْرِفُ بِيَدَيَّ بَعْضاً
مِنْ مَاءِ النَّهْرِ
يَنْفَرطُ ذُرَراً
وَيَتَسَاقَطُ فِي عُمْقُ الرُّوحِ
***
وَ يَتَرَدَّدُ صَدَى سَقْسَقَةِ
الطُّيُورِ الْمُلَوَّنَةِ و الْمُهَاجِرَةِ
فِي الْمَجَالِ
تَسْرِي نَغَماً جَمِيلاً
فِي أَعْمَاقِ الْوِجْدَانِ
***
هُوَ ذَا النَّهْرُ الْخَالِدُ
صَدَى خَرِيرِهِ أَبَدِيٌّ
وَ الأَصْوَاتُ الْمَبْحُوحَةُ لِلْعَابِرِينَ
فِي مَرَاسِيهِ
لاَزَالَتْ تَتَرَدَّدُ فِي حَوَاشِيهِ
مُنْذُ قُرُونٍ