الزكري عبد الرؤوف:
ربما كان الانتماء إلى النقابات والأحزاب بين ناس التعليم أكثر من أي هيئة مهنية أخرى، في زمن عنفوان هذه الإطارت. وهذا كان كافيا لضمان نوع من التنافس في الأداء المهني باعتباره نضالا، لا يختلف في شيء عن النضال في الشارع، والتنافس على المقاعد في الهيئات التمثيلية، فالمؤسسة كانت محط استقطاب. كما شكل هذا التعدد، عامل رقابة على السير العادي للمرفق. فالكل يترصد بهفوات الآخر لتسجيل نقط لصالحه، فيندر أن يتفقوا على تعطيل الدراسة ولو يوما واحدا تحت أي داع. وهو الشيء الذي افتقد اليوم، فلنتصور كيف سيكون الحال في ظل الجمعيات التي أحدثت: دعم مدرسة النجاح، الرياضية، مجالس التدبير… ؟ لا شك أننا سنكون أمام جمعيات أكثر فعالية، و أحسن أداء، ما دام في مكاتبها أناس تنافسوا على الظفر بمقاعد داخلها، ولم يدفعوا إليها دفعا، وسيحرص كل منهم على ممارسة اختصاصاته، ولن تجد بينهم من يقول: ” اذهب أنت وربك فقاتلا ”