رقصات الفاسدين …على ركح الانتخابات

27 أغسطس 2021

يشهد المغرب صيفا حارا جدا و ذلك على مستويين :

1 – الوضع الصحي المتدهور بسبب وباء ” كوفيد 19″ الذي لازال مستمرا في الفتك بأرواح مئات المواطنين ، و ينتظر – حسب المختصين – أن تكون الأيام المقبلة أكثر صعوبة.

2- الاستحقاقات الانتخابية التي ستجري اطوارها يوم : 08|09|2021.

فبخصوص الموضوع الثاني و المتعلق بالانتخابات ، يلاحظ أن الحملة الانتخابية السابقة لأوانها قد انطلقت مع ما يرافقها من استعمال المال الحرام ، و تَصَيُّدِ الأعيان و الاستعانة بهم و ترحال للمرشحين لا يتوقف بين ما اصطلح عليه ب” الأحزاب المغربية”.

و من المعلوم ، أن الانتخابات في الدول المتقدمة ، تعتبر عرسا للديمقراطية و حرية الاختيار ،حيث تُناقش البرامج الحزبية ، و تقدم هذه الأخيرة حصيلة إنجازاتها خلال الفترة المنتهية ، و تُطْرح البدائل …الخ ،كل ذلك باحترام تام للقانون و للمقتضيات الدستورية و للأطراف المنخرطة في العملية : الانتخابية و السياسية.

فضلا عن ذلك فقد تشهد الحملة اصطفافا سياسيا و إيديولوجيا و بالتالي يصبح الحقل السياسي معقلنا.

غير أن أهم ما يميز الاستعدادات الانتخابية الجارية و المناقشات القبلية لاستحقاقات: 08|09|2021 ،هي :

*حركة ترحال كبيرة بين الأحزاب من دون مبرر سياسي أو عقائدي ،فقط من أجل الحصول على التزكية للترشح للانتخابات ، و أحيانا يتم من طرف مسؤولين حزبيين سابقين و المثال المدوي في هذه الحالة : ترشح الأمين العام السابق لحزب الاستقلال ( و ما ادراك ما حزب الاستقلال) في الحزب الصغير ” جبهة القوى الديمقراطية ” لمؤسسه للمرحوم ” التهامي الخياري” ، و هذا النموذج يطرح أسئلة كبرى على المستوى الأخلاقي و النبل السياسي.

*بحث الأحزاب ” الحثيث” على ما اصْطُلِحَ عليهم ب” الأعيان” من أجل تحمل نفقات الحملات الانتخابية : إرشاء المواطنين و استقطابهم للتصويت عليهم و على حزبهم.

– تكريس ” الأحزاب الوطنية” نفسها : حزب الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي ،لعمليات الاستعانة ب “أصحاب الشكارة ” في آخر لحظة و بتبويئها مركز وكلاء اللوائح.

*غياب نقاش حقيقي و غني ،حول الإشكالات الكبرى التي تواجه البلاد ك: مستقبل المغرب بعد وباء ” كورونا” ، آراء و وجهات نظر الأحزاب حول النموذج التنموي الجديد ، قراءتها لوضعية حقوق الإنسان المتردية و موقفها منها.

* حضور باهت لليسار إن لم يكن غياب تام و مطلق.

* تواجد المال الحرام بقوة ،و ذلك من خلال إرشاء الناخبين ،و ذلك على مرأى و مسمع من الدولة ، متجاوزة بذلك ما اصطلح عليه ذات مرة ب” الحياد السلبي”.

* عودة ملحوظة للفاسدين و ” بارونات” الانتخابات و “سُرَّاقُ المال العام ” للواجهة الانتخابية برفقة فرق من الدهماء ،السوقى و البلطجية من أجل إرهاب خصومهم.

و بعد ،

لازالت كثير من المظاهر السلبية تلازم و تواكب هذا ” السيرك ” ،كما لازال كثير من تجار الانتخابات و محترفيها من الفاسدين يرقصون رقصات مشبوهة على ركح الانتخابات.

فهل الدولة لازالت ممعنة في صنع خرائطها الانتخابية و السياسية بطرق مختلفة ؟

و هل لازالت ممانعة في إنجاح ورش الديمقراطية ؟

وهل هذه الأخيرة تخيف فرسانها الفاسدين إلى هذا الحد ؟

أسئلة و أخرى سيجيب عليها التاريخ .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading