د. عزيز الهلالي
أنامل تعشق فن الصورة، تلتقط ألوان السماء وزُرقة البحر وضياء القمر وصفاء الرمال..أحيانا تلتقط بغنج أنوثتها وروعة جمالها.
في المساء أستقبل، كالعادة، صور مشاهدها، فأجدها في غاية الأناقة، أنسج على هامشها كلمات، هكذا اقتسمنا مشاعر الفن، على سبيل التكامل: الصورة لها والكلمات لي.
ذات صباح وصلتني صورة، لا تشبه باقي الصور، كانت عبارة عن كلمات، مرتبة بعناية كما لو أنها مقاطع شعرية، وعلى يسارها يرقد ظل أنوثتها.
تأملت الصورة جيدا، ثم بدأت أقرأ مقاطعها بصوت هامس، في الحقيقة استغربت من هيئة الصورة ومن نظام الكلمات، تساءلت: لماذا التقطتْ صورة تحمل كلمات؟
لم أتوان عن مُكاتبتها، كان نص الرسالة يشبه سؤالا، بل هو قريب من السؤال، أو لنقل هو السؤال ذاته وقد صيغ في شكل دعابة خفيفة، قلت لها:
– أيتها المتصوفة، ماذا تعني وحدة الصورة والكلمات؟ّ!!
بعد دقائق وصلني جواب تقول فيه:
– هَوَيْتُ، يا وحيد، كلماتك فسكنت روحي، صرتُ أنا والكلمات شيئا واحدا.
سألتها باستغراب!!
– لماذا وضعتي قطعة حديد مزخرفة إطارا للصورة ؟
ابتسمت ولم تعلق، لكنني سمعتها تقول:
– السجن أحب إلي، من حرية لا تسكنها الكلمات.