عبد المجيد بوزيان
كان لمدينة القصر الكبير أسماء تاريخية منها أوبيدوم نوفوم وقصر كتامة وقصر عبد الكريم الكتامي وقصر صنهاجة، تاريخها المجيد خلف مآثر ومعالم تستحق الاهتمام، للأسف أن ظلم النسيان والإهمال طال هذه المدينة ومعالمها، فتم اجتثاث كل شيء جميل فيها، وهو مانعتبره طمسا لهويتها، ومن بين الآثار القديمة جدا التي طالها هذا الإهمال الظالم إما عن جهل أو عن قصد، سور الموحدين والمدرسة البوعنانية ودار المخزن أو فندق الجوهرة، وهذه الأخيرة هي المعلمة التي احتضنت جثة الملك البرتغالي دون سان سيباستيان أربعة أشهر قبل تسليمها إلى ملك إسبانيا فليب الثاني، كما طال الإهمال معالم أخرى لها أهميتها على مستوى ذاكرة المدينة.
لم يقتصر النسيان والإستهداف فقط تلك المعالم والمآثر القديمة بل وكذلك الإرث المعماري الكولونيالي الذي خلفه المستعمر الاسباني، ومن بين ما تم استهدافه من هذه المعالم الرائعة سينما بيريس كالدوس وسينما أسطوريا وحديقة السلام وساحة القناصلة والمركب الرياضي الذي كان معروفا باسم “المحلة “. ورغم هذا الإستهداف لمآثر المدينة العريقة، لازال بعضها صامدا كالمسجد الأعظم وكنيسة القلب المقدس وبرج سيدي بلعباس، المعالم التي تحصنت بقدسيتها، كما حافظت مآثر أخرى على وجودها بقوة بنيانها، مثل بوابة قوس المحلة التي أصبحت رمزا للمدينة.
فلو أن المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام عفوا على تدمير الشأن العام للمدينة منحوا هذه المعالم ومعالم أخرى حقها من الاهتمام والعناية، لكانت مدينة القصر الكبير مدينة سياحية بامتياز، وليست سوقا أسبوعيا يؤمه سكان البوادي والمدن المجاورة كل يوم أحد