وداعا أيها المبدع الوديع

6 يونيو 2024


. ادريس حيدر
سألته ذات مرة ، عقب ظهور الآليات الإلكترونية المتقدمة و تأثيرها الإيجابي في عالم التصوير ، عن مدى مردوديتها من حيث السرعة في الإنجاز و روعة الإلوان و ربح الوقت و إرضاء الزبون .
فأكد لي أن التصوير الفوتوغرافي ليس عملية ميكانيكية ، الهدف منها الحصول على ربح كثير و سريع ، بل هي خلق و إبداع ، و بالتالي فهي لحظة مخاض من أجل إنتاج عمل و تقديمه للرائي في غاية الجمال و البهاء ، بحيث يريح العين و يرقى بالذوق العام و يهذبه .
هكذا تكلم : “الحاج محمد بنونة ” مصور المدينة و ذاكرتها الحية .
و بهذا المعنىً، فقد حَوَّلَ الأستوديو الذي كان محرابه الذي يؤدي فيه صلاة الإبداع إلى ملاذ لكل ساكنة المدينةً، بل أصبح فضاء للعرض الدائمً لصور محملةً بالدلالات و المعاني و الخلفيات .
كان محترفه بمثابة تلك ” الكوة” التي تهب من خلالها نسائم الحداثة .
لقد انزوى الرجل و اختفى عن الأنظار في الفترة الأخيرة ، و كأنه يحتج على ” القبح” الذي لوث فضاء الحاضرة .
ترجل :” الحاج محمد بنونة “إذن ، في هدوء و في غفلة من الجميع ، تاركا وراءه إرثا لاماديا غنيا . وَجَبَ على المهتمين و الغيورين من أبناء المدينة و بتنسيق مع أفراد أسرته النبش في هذه الثروة و الانكباب عليها ، في محاولة لتسليط الضوء على المدينة و تاريخها المجيد .
لروح الفقيد الطمأنينة و السلام و لأفراد أسرته الصبر الجميل .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading