
سمية نخشى
اجتمع في وطني ما تفرق في غيره ، ثروات مادية ،خيرات عينية، غنى جغرافي و تاريخي، فيض بشري و تنوع ثقافي لا مثيل له ، تعددت معه اللهجات و الاعراق، تباينت الانتماءات السياسية، التيارات الفكرية و الخلفيات الأيديولوجية لكن ساعة الشدة اختفت الاختلافات لتتحد كل الأطياف في اللونين : الأحمر و الأخضر ، لون العلم المغربي،فتطفو تلك الهوية الثابتة التي لا تتغير بتغير الظروف أو الأعراض، هي البصمة الثقافية المشتركة للمغاربة حتى و لو تفردوا ببصمتهم البيولوجية الخاصة التي لا يتطابق فيها إثنان .
إنها يا سادة، تامغرابيت: ضمير الأمة، الوطنية الغافية التي هبت فوحدت هذا الشعب العظيم كلما دعت الضرورة لذلك.
تامغربيت التي صنعت ملاحم و أمجاد هذا الوطن ، هي من استرجعت بمسيرة خضراء صحراءها، و هي من هتفت بعلو صوتها لأسود الأطلس في مونديال قطر ، و ساندت لبؤاته في مونديال السيدات بأستراليا، و هللت لسيداته اللائي عانقن الطوب يحملنه لبناء مسجد يحفظ و يصون هذه الهوية المباركة.
و هي اليوم تتصدى ، و بكل ما أوتيت من قوة و حزم لتداعيات غضبة جباله و زمجرتها، لجبروت الأرض التي اهتزت فدكت المباني على اهاليها .
للطبيعة فعل و للإنسان فعل و قول و ها هو الشعب المغربي، إذ يتحدث ،يدون ويكتب بماء الذهب إحدى أجمل حكاياته، بل أسطورته الخالدة .
هي حكاية تضامن و تكافل و إيثار، هي أسطورة القيم النبيلة التي تهيمن اليوم على المشهد معلنة انبعاثها ،بعد ان خلنا زوالها، هي المتجذرة في شرايين هذا الشعب الفريد. هو الصوت المبحوح للإنسانية المهدور دمها .
فتحية عالية للشعب المغربي و لتمغرابيت
و دعوات بالرحمة و جنة الخلد للضحايا و الشهداء
بالشفاء العاجل للمصابين و المرضى
بالمجد ثم المجد ثم المجد لوطني
و احتفاءا به اردد أبيات الشاعر إبراهيم طوقان:
موطني، موطني
الجلال و الجمال السناء و البهاء
في رباك
موطني ، موطني……..
سمية نخشى في 13\09\2023
.