التمرد على كلمة حداد

10 سبتمبر 2023

الاديب محمد التطواني هولاندا
تعددت كلمة ( الحداد ) على صفحات الفيسبوك بعد مكتوب كان لابد من وقوعه وبأمر مَنْ خلق السماوات والارض ، ولا مبدل لأوامره سواه .
ربما انا غبي في فهم مفردة ( الحداد )
تخيلت ان أسدل الستار وامتنع عن الطعام والشراب ، ولا اجالس احدا ، وانفرد وحدي في زوايا بيتي واستسلم للعويل والبكاء .واجمع من حولي من يساعدني على الندب،ولا اتصدق ، واعاتب عقارب الساعة عن بطئها ، وأتضاهر لجيراني بالحزن ولباس الثوب الابيض والاسود .
لكن تذكرت جيراني ، اسرة تتكون من تسعة انفس ، لم يسقط منزلهم ، ولم اسمع عويلهم ،فعلمت انهم كانوا يقضون زلزلة شهور واعوام من الفقر والجوع ولا من رحيم نعل الشيطان واعلن الحداد عن موتهم وهم احياء .
وتعاقبت صور تدق ذاكرتي تعاتبني ، حتى لا انسى أن كل شبر من وطني هناك من كان يبكي فقرا
ويحمل ظله فوق كثفه حتى صار رماداً ، ولم يقام له حداد !!
آلاف بل ملايين من المرضى يهزهم السرير هزا ، من معوقين واطفال همل ويتامى ومشردين تراهم كل يوم يبحثون عن رصيف آمن يتخذونه سكنا آمنا ، وبطونهم خاوية لم نفكر ان نقيم عليهم حدادا !!
العديد من شباب الوطن تعرضوا للغرق في المحيطين بسبب الهجرة الغير المنظمة ،وهم قطعة من كبد امهات وآباء وطننا ،لم نرحمهم ولو بكسرة خبز ، فما بالكم بالحداد ؟؟
لا معنى للحداد في وطننا ..
ونحن نؤمن يقينا ان ضحايا الزلزال من اهل الجنة .
لا نغتر بكلمة حداد ونكذب على تراب وطننا حتى نقول اننا قدمنا تعازين تحت شعار ( حداد )
الحداد رفع الاسى والجوع والعطش على المنكوبين .
الحداد السرعة في انقاد ما يمكن انقاذه من المعلقين تحت الدمار ،
الحداد تنوير العقول الجادة لبناء مغرب جديد والتساوي في الحقوق في السكن في العمل في كل ما يرتبط بالحياة .
الوطن غني لديه ما ليس لاوطان اخرى خاصة عندما نقتل ما بداخلنا من نوايا شريرة كتفقير الفقراء والمزيد من غنى الاغنياء ، وتوظيف ابناء الاثرياء ورمي شباب الطبقات المسحوقة في القمامات .
هو الكمال لله حقاً ، لكن ليس مشكل ان يوفر الوطن متطلبات مواطنيه مثل الحد من البطالة ،التطبيب بدون رشاوى وعنصرية ، جودة التعليم ، الرفع بقيمة المعوقين والمتشردين واليتامى والمحتاجين .
اصلاح الخطأ :
عودة الرجل الى مكانه، عودة المرأة الى مكانها ، الاعتناء بجيل الغد
واخيرا متابعة من هم في يدهم قبضة حديدي في المؤسسات يبيعون الوطن ويشترون في اوطان اخرى في السر والعلانية ، حتى اذا نزلت بهم مصيبة قالوا : كنا نعلم ، والاحتياط ضروري .
الكاتب
محمد التطواني

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading