ذ . ادريس حيدر
ظل ” بوعزة ” وحيدا لمدة ، فاتسخت ملابسه ، و أصبح منزله مرتعا للأزبال ، و عفا عن لحيته البيضاء ، بحيث كان يبدو ، عجوزا و كأنه تجاوز قرنا من العمر.
تكاثرت أمراضه ، و أصيبت بعض أعضائه بالعجز أو الشلل .
أحيل على الطبيب المعالج ، الذي أبلغ ابنه ” محمد ” إلى أنه يعاني من مرض احتباس البول ( Retention Urinaire ) ، و كان ذلك نتيجة انسداد مساكله البولية .
نُصِحَ الابن ” محمد ” بنقله للمستشفى ، حيث تتوفر ظروف لائقة لاستشفائه ، و لإجرائه عملية جراحية من أجل تقويم العطب المذكور، إلا أنه رفض.
و بعد مرور وقت قصير على هذه الوضعية ، أكد طبيبه أنه أصيب بفشل كلوي و بالتالي ارتفعت نسبة البول في دمه و بالتالي عجلت بموته.
و كان أثناء معاناته و قبل موته ، يترجى ابنه ” محمد ” بل و يقبل يديه – حسب شهود حضروا الواقعة – بأن يصفح عنه و يعفو عليه ، و يترجاه بأن يساعده و ينقله للاستشفاء لدى ذوي الاختصاص .
كان ” محمد ” يظل صامتا و يتامله بحقد و ضغينة ، و في الأخير يتركه لحاله ينخره المرض و يعاني من الإهمال.
كان صوته يتردد في منزله بل و في زقاق الحي من شدة الألم الذي كان يعاني منه .
كان ” محمدا ” يتلذذ بعذابه إلى أن فارق الحياة .
و بمجرد وفاة ” بوعزة ” ، أَذِنَ لأمه ” فطومة ” – التي هجرها عشيقها و تزوج بفتاة في مقتبل العمر – بالعودة إلى منزلنا الأول الذي هو بيت العائلة أو دار ” بوعزة ” .
و اعتقدت امه في البداية ؛ أنه أعاد لها الاعتبار ، بإرجاعها إلى البيت الذي طردت منه ، إلا أنه كان قد رسم ضدها خطة انتقامية.
يتبع…