دفن الماضي (05)

9 سبتمبر 2023

ذ . ادريس حيدر

ظل ” بوعزة ” وحيدا لمدة ، فاتسخت ملابسه ، و أصبح منزله مرتعا للأزبال ، و عفا عن لحيته البيضاء ، بحيث كان يبدو ، عجوزا و كأنه تجاوز قرنا من العمر.
تكاثرت أمراضه ، و أصيبت بعض أعضائه بالعجز أو الشلل .
أحيل على الطبيب المعالج ، الذي أبلغ ابنه ” محمد ” إلى أنه يعاني من مرض احتباس البول ( Retention Urinaire ) ، و كان ذلك نتيجة انسداد مساكله البولية .
نُصِحَ الابن ” محمد ” بنقله للمستشفى ، حيث تتوفر ظروف لائقة لاستشفائه ، و لإجرائه عملية جراحية من أجل تقويم العطب المذكور، إلا أنه رفض.
و بعد مرور وقت قصير على هذه الوضعية ، أكد طبيبه أنه أصيب بفشل كلوي و بالتالي ارتفعت نسبة البول في دمه و بالتالي عجلت بموته.
و كان أثناء معاناته و قبل موته ، يترجى ابنه ” محمد ” بل و يقبل يديه – حسب شهود حضروا الواقعة – بأن يصفح عنه و يعفو عليه ، و يترجاه بأن يساعده و ينقله للاستشفاء لدى ذوي الاختصاص .
كان ” محمد ” يظل صامتا و يتامله بحقد و ضغينة ، و في الأخير يتركه لحاله ينخره المرض و يعاني من الإهمال.
كان صوته يتردد في منزله بل و في زقاق الحي من شدة الألم الذي كان يعاني منه .
كان ” محمدا ” يتلذذ بعذابه إلى أن فارق الحياة .
و بمجرد وفاة ” بوعزة ” ، أَذِنَ لأمه ” فطومة ” – التي هجرها عشيقها و تزوج بفتاة في مقتبل العمر – بالعودة إلى منزلنا الأول الذي هو بيت العائلة أو دار ” بوعزة ” .
و اعتقدت امه في البداية ؛ أنه أعاد لها الاعتبار ، بإرجاعها إلى البيت الذي طردت منه ، إلا أنه كان قد رسم ضدها خطة انتقامية.

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading