
ذ. الخليل القدميري
كان ابن حزم في الأندلس من دعاة التسامح بين مذاهب الدين الواحد وكذلك التسامح بين الأديان.
وقد ولد ابن حزم وعاش في الأندلس حيث كانت مضرب الأمثال في التعايش وقبول الاختلاف والحوار مع الآخر.
وقد كان ابن حزم يعقد مجالس مع مواطنيه من الديانات الأخرى، تخللتها مناقشات ومناظرات وحوارات فكرية. وبصفته فقيهاً مناظراً مدافعاً عن العقيدة، دعا إلى تصحيح المفاهيم وتصدى للفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي الذي لامسه في دواليب الحياة العامة. ويعد التسامح عند ابن حزم محبة؛ وبالمحبة نوع من التسامح، ونقيض التسامح هو التعصب وسوء الظن الذي قد يؤدي إلى نعت الناس واتهامهم بما يسيء الظن بهم ويوغل الصدور ضدهم، وكان ابن حزم بذلك يروم تبرئة نفسه مما قد يرميه به خصومه من التهم التي تتأسس على الظنون السيئة.
التسامح عند ابن حزم محبة والمحبة تسامح، فالنفس منبع المحبة والمحبة منبع السماحة والتسامح رديف الإيجابية.