الهوية في صلب النقاش التربوي

الدكتور : خالد الصمدي

الهوية في صلب النقاش التربوي (عاد موضوع التدافع القيمي والهوياتي الواجهة في الساحة الفرنسية بمناسبة الدخول المدرسي الجديد ،
فبعد القرار الصارم والصادم الذي أعلنه الرئيس الفرنسي ووزيره في التربية الوطنية في افتتاح الموسم الدراسي لهذه السنة ، بمنع ما سماه باللباس الاسلامي
( الحجاب للتلميذات ، والقميص للتلاميذ ) في المؤسسات التعليمية الفرنسية حماية كما قال “للعلمانية”
يطرح المتهمون والمراقبون الأسئلة الآتية :
هل ينافي هذا القرار قيم الحرية وتدبير الاختلاف التي ظلت تدافع عنها دولة حضارة الأنوار في غير ما موقف حين يتعلق الأمر بالدفاع عن خياراتها الهوياتية داخل وخارج أرضها ؟
أم أن من حقها اتخاذ ما تراه مناسبا من القرارات حماية لمنظومتها التربوية من كل اختراق هوياتي ؟ شريطة أن تحترم نفس حق للآخرين في بلدانهم وفوق أرضهم ،
وإلى أي حد يشكل هذا الاختيار في اللباس لبعض التلاميذ الفرنسيين تهديدا حقيقيا للعلمانية في فرنسا ؟ وهل يمكن أن يكشف هذا القرار الذي صدر عن اعلى هرم في السلطة الفرنسية ، عن الوضعية الهشة للخيارات التربوية للمنظومة التربوية الفرنسية إلى حد يخشى عليها من الذوبان والانفلات الهوياتي عند أول احتكاك للتلاميذ بخيارات هوياتهية أخرى عوض أن يكون تنوع الاختيارات فرصة للنقاش وتنمية القدرة على تدبير الاختلاف لدى التلاميذ ؟
هذا في الضفة الشمالية
أما في الضفة الجنوبية من القارة الأوروبية ، فهل سيشمل قرار وزارة التربية الوطنية الفرنسيةچ أبناء المغاربة الذين يدرسون في مدارس البعثة الفرنسية بالمغرب ؟
أم سيعمل المغرب بالمقابل على تفعيل القانون والاتفافيات المشتركة لحماية الخيارات الهوياتية لأبنائه وبناته الذي يدرسون بهذه المؤسسات الموجودة تحت سمائه وفوق أرضه ؟
وهل سيعمل المغرب بنفس الحزم والصرامة على حماية هوية أطفاله الذين يدرسون بمدارس البعثات الأجنبية الفرنسية بالمغرب من كل ما يمس بهويتهم وثوابتهم الدستورية الدينية والوطنية، وفرض الانضباط للمبادئ والمرتكزات التي بنيت عليها المنظومة التربوية المغربية واحترام الاتفافيات الثنائية الموقعة بين للبلدين؟
أسئلة في العمق تنتظر الجواب بنفس الجدية والصرامة والحزم ،
والزمن كشاف،