مقام البوح 20 – قصر أهل القرآن

21 أغسطس 2023

محمد أكرم الغرباوي

زائر مدينة القصر الكبير و ساكنها الجديد . تثيره عدد صوامع و مآذن و زوايا و أضرحة المدينة . لكل حي مسجد أوأكثر .” الحمد لله على نعمة الإسلام ” مسجد الحي ليس للصلاة فقط . وقد لايكون لأداء صلاة الجمعة و الأعياد ، به أجنحة خاصة للنساء بمدخل خاص و ستار غير مكشوف .
على ركنه أو بجانب كانت أمكنة خاصة لتحفيظ القرآن الكريم ، وأحيانا يكون باب صغير يؤدي إلى قاعة كبيرة او طابق علوي أو فضاء بمثابة ( مسيد ) يسهر عليها فقهاء أجلاء نالو من الحفظ و القواعد و المقامات الشأن العظيم . تعددت أسماء فقهاء تلقين القران الكريم بمدينتي ، وصار يصعب حصر أسماؤهم . بإعتبار المدينة مدينة أهل القرآن و رافذا رفيعا لأهل الذكر والحفظ . تنافس الحفظة و المرتلون على التتويج واعتلاء مقام ” سلطان الطلبة ” . كانت مسابقة القرآن الكريم بشهر رمضان الفضيل محطة سنوية للعناية وتكريم أهل القرآن و الفقهاء و العلماء و حفاظ المسيد . كانت البدايات لمن توجهم صاحب الجلالة في مسابقة تحمل إسمه وعنايته حفظه الله . وآخرون نالو الجوائز و المراتب العليا بالمشرق و العالم .
يوم الجمعة بمدينتي كان مميزا بالعلم الأزرق بدل الأبيض فوق الصوامع . [ عادة افتقدناها و اعدمت إذ كانت ترفع أعلام بيضاء فوق الصوامع التي تصلى بها صلاة الجمعة . و يتم تغييرها عشاء الخميس بعلم أزرق إعلانا بيوم الجمعة . و تتغير بعد صلاة الجمعة . ]
كان المصلون يختارون مساجد حيهم و إعمارها . بداية من قراءة الحزب الجماعي بصوت جهور و مقام مغربي موحد . و الدعاء الناصري ببعض المساجد. ثم الإستماع لخطبة الجمعة بصوت خطيب هو مثال وقدوة وصلاح وصلح الأهالي بالحي . و هناك من يترجل صوب مساجد غير مساجد حيهم ومكان سكناهم، حيت مساجد عرفت واشتهرت بخطباءها الأجلاء الكرام أيضا. كان لكل منهم حلق ، وخلق ، و رسالة و توجيه و موعظة و أثر و تأثير …
– المسجد الأعظم الفسيح و إمام المدينة خطيب الجمعة و العيدين بمصلى المدينة .الفاضل رحمه الله الشيخ و العالم الجليل سيدي عبد السلام نخشى رحمات الله عليه ، و بعده الحاج عبد اللطيف المراكشي حيت الصوت والنبرة و المقام المغربي الأصيل و الصوت و الحرف و النقط السليم القويم و الموعظة النافذة .
– مسجد الفتح الذي عرف بمسجد الحاج سي البشير اليونسي عافاه الله و أطال في عمره كانت تثيرنا ونحن صغار مرات أفواج المصلين الأجانب . فنسمع أحيانا ” ايها المؤمنون الحمد لله لقد من الله على السيد او السيدة .. من دولة … او من أصول … بالإسلام . فلنسمع النقط بالشهادة . ” يهلل الجميع بالحمد و التكبير … كان المشهد غريبا و رهيبا ظل عالقا للآن . بنفس التنفس و رحلة التفكير . هذا المسجد الذي اعتلى منبره الفاضل الحاج التفاحي الذي واصل بخطبه حيت الدعوة و النصح و النيل من سير الاسلام .
– مسجد الرجاء في الله بالمرينة و رسائل الفاضل الإمام الحاج أحمد شقور رحمه الله ٠ كان مركزا ومحطة للفصاحة و درسا للتحليل و التفسير و الغوص في معاني و أسرار الدين الحنيف .كذا هو الحال
– بمسجد وادي المخازن و الإمام الشيخ العلامة سيدي أحمد الجباري هذا الرجل النوراني رحمه الله الذي علمنا الأدب و التأدب و الخلق القويم وجالسنا نحن الصغار جلسة الكبار بحي أخته الشريفة لالة لطيفة الجباري رحمات الله عليها ، وصهره الشريف سيدي عبد السلام الجباري رحمه الله عليه اللذان فتحا لنا أبواب بيتها للدرس و الإحتفال و الإنشاد ( فرقة الإشراق )
– مسجد (البلاصة ) الذي تميز لسنوات بصوت آذانه الرخيم . و خطبة العلامة الشيخ سيدي مصطفى شتوان ” با شتوان ” الذي علم المتعلمين بإعدادية المنصور الذهبي طرائق الإستقامة و النجاح و التفوق ، وجعل الناس تلتف حوله بأفراحها و أحزانها داعيا نصوحا ، وما قدمه ولايزال في تطوع طوال رمضان وغيره من دروس محبة الرسول عليه السلام و سيرته الغراء .
كذلك كان ولايزال مسجد النور و السلام بالمعسكر القديم . ومسجد الفرقان وعمر بن الخطاب أخيرا وغيرها تكاثرت المساجد و الأئمة الفضلاء مع الأستاذ الحراق وبوغابة حفظه الله . و الفاضل الإمام الأستاذ سيدي عبد السلام العسري . و العلامة الدكتور أحمد بنكيران …
هكذا عرفت المدينة بخطباءها الأفاضل وقدرتهم الكبيرة على التوغل في القلوب و العقول بإعتدال و رحمة . لم يكن من السهل أن تكون خطيبا بمدينة العلماء و الفقهاء و الأولياء و الشعراء و المثقفين ، إذ لم تكن الخطابة لصيقة منبر أو علو . كنا نستلهم الدرس و الفكر والتوازن من دروسهم القيمة وندواتهم و إنفتاحهم .
كان الدرس الديني بمدينة عامرة بالأولياء و الشرفاء درسا من أمهات الكتب لبناء مغرب الإتزان و الإعتدال و الحفاظ على الهوية و الأصالة . وإبقاء المدينة بطابعها الشريف الأصيل .
من هذه البقعة الصغيرة الطاهرة ( المسيد) تخرج الحفظة و حلقت عاليا أسماؤهم في أماكن و بقاع كبيرة و مبهرة .
سلام عليكم أهل القران محفظيه وحافظيه ،
عبد الله الشتيوي رحمه الله و الصمدي و البراق ، و القراء الحفظة سي محمد الجعادي ذ محمد الشاعر . د عبد الرزاق بنعتو . ذ نوفل السليماني . د عبد الله السليماني . د منير السرحاني و محمد الرماني . شمس الدين المنصوري … .
و الاستاذ العلامة المتزن الورع سيدي فريد بلعشور من وجهنا الى المعرفة و التوازن .
الى جانب الحافظات الكريمات الشريفات .
من ذكرهم القاص القصري الاستاذ جمال عتو Jamal Attou في يوميات سلسلة دعاة و أئمة
سلام عليكم أهل المنابر صوتا جهورا طهورا . وجزى الله كل صوت خير جزاء
محمد أكرم الغرباوي
باحث في الفنون التعبيرية
كاتب و مخرج مسرحي

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading