الدكتور : حميد. عمامو
عديدة هي جمعيات المجتمع المدني حيث لا يكاد يخلوا حي من جمعية أو أكثر بل هناك من الأحياء من تتواجد بها جمعية لكل أسرة فالمدينة وحسب أحد العارفين تضم مايناهز الفين جمعية كلها تحمل أسماء وعناوين لا تقل عن سطرين وتجمع بين ماهو اقتصادي واجتماعي وخيري وسياسي وديني وبيئي……….لكن يبقى السؤال ماذا قدمت ولماذا وجدت وكيف انشئت ومن دافعها هذا يبقى سؤال وأن كان يضم اسئلة عديدة إلا أن راهنيته تبقى ضرورية خصوصا في ظل الغياب المستمر لها والتي لا تظهر إلا بعد أن يطلق لها العنان من قبل مؤسسها او ممولها لكي تسد حاجيات رئيسها الذي في غالب يكون زعيم الأسرة وباقي مكوناته أبنائه واصهاره ومنهم من قضى نحبه منذ سنوات ولازال آمين مال او كاتب يحضر التقارير المالية والادبية بالطبع إن وجدت فالغاية من الوجود لم تكن ملئ الفراغ الذي لايمكن للدولة أن تسد لسبب من الأسباب حيث لاتستطيع الدول التواجد في كل مكان وهو السبب الذي كان وراء فكرة المجتمع المدني وليس تقديم العزاء والمشي في الجنائز وتحضير كسكس المعزين او الركوب على انجازات وطنية أو الخروج لتسجيل النقط لهذا المنتخب أو العين بالمفهوم السوسيولوجي فالمجتمع المدني واغلب الجمعيات حتى لا ننكر عمل بعض الجمعيات بالمدينة والتي لا تتجاوز عدد أصابع اليد ويختلف نشوئها عن الممارس من قبل جل الجمعيات الاسترزاقية التي طورت من عملها فتحولت إلى تنسيقيات أو شبكات كلها تصب في صالح مؤسسها أو الواقف خلفها وبعبارة المنجزات فإن بقراءة بسيطة حول أرقام الأنشطة المقدمة من قبل الجمعيات فإنها أكثر من 98٪ لم تنظم أي نشاط يذكر أما من ناحية الأنشطة المقدمة من قبل الجمعيات مع الأهداف المؤسسة من اجلها فإن أكثر من 90٪تختلف انشطتها المنظمة عن الأهداف المسطرة أما من ناحية تنظيم الإنتخابات والجموع العامة وتقديم التقارير وإعادة الهياكل فإن اكثر من 98٪ لم تجدد هياكلها وتقديم تقاريها وعقد اجتماعات عادية أو استثنائية أما عن مقراتها فإن ازيد من 95٪من الجمعيات دون مقرات مستقلة ومخصصة للجمعية أما انتشارها فإن ازيد من 80٪تتواجد بالاحياء الشعبية والهامشية بالمدينة أما مستويات مؤسسيها فإن 70٪من مؤسسي الجمعيات لم يسبق ان خضعوا لتكوين او دورات تكوينية ترتبط باشتغال المجتمع المدني أو المجال الذي تشتغل فيه الجمعية أما الإستقلالية فان 75٪ منها تخضع لشخص أو لكيان سياسي ولا تمارس انشطتها بشكل مستقل فيما يخص اوقات اشتغالها فإن اغلبها يشتغل أثناء الحملة الإنتخابية أو بايعاز من ممولها لتجنيدها ضد المنافسين والخصوم هاته صورة تقريبية لواقع المجتمع المدني بالمدينة الذي يساهم في تعميق الأزمة وتغييب الحقيقة وعدم حل المشاكل وتقديم المساعدة للدولة والمواطن في الاستجابة للحاجيات المطلوبة من قبل الفئات المعنية ليحول العمل الانساني الذي من أجله وجد المجتمع المدني إلى نقيضه خدمة لاجندات انتخابوية وتحقيق ومساعدة الكائنات الانتخابية في تحقيق طموحاتها على حساب الفئات الهشة هذا الأمر يتطلب مراقبة من قبل الجهات الوصية خصوصا على المستوى المركزي المعنية بتنزيل أهداف التي من اجلها سمح للمجتمع المدني بالاشتغال وكذلك من قبل السلطات المحلية في التشطيب على الجمعيات التي لاتلتزم باسباب وجودها ولا بتنظيم هياكلها ويبقى الهدف الأساسي للسلطات المحلية مراقبة تمويل الجماعات الترابية للجنعيات حول المعايير المعتمدة في تقديم المنح للجمعيات باعتبارها مال عام يجب أن يقدم في شكل خدمات للعموم من قبل المجتمع المدني .
