الابداع النسائي المغربي والتشبع بالهوية الوطنية

8 أغسطس 2023

بقلم :امل الطريبق- باحثة في الكتابة النسائية – شاعرة 

انطلقت الكتابة النسائية بالمغرب بالنثر منذ ثلاثينيات القرن الماضي مع السيدة مالكة الفاسي التي ناضلت على عدة واجهات منها الواجهة الفكرية وتعد اول امرأة مغربية تنشركتاباتها على صفحات المجلات المغربية 1935 ومن القضايا التي قصرت قلمها عليها الدعوة إلى تعليم الفتيات المغربيات حرصا على تثبيت دعائم الهوية المغربية الأصيلة التي يعد الإسلام احد مقوماتها الأساس حيث تثور على التعليم الأوروبي وعلى المدرسة الفرنسية في فترة الحماية في مقال لها كتبته سنة1938:(اننا نريد فتاة مغربية متادبة بآداب إسلامية ومتخلقة بأخلاق عربية مغربية، بشكلها وهيئتها… إن الفتاة المغربية أحوج الي اللغة العربية منها الي الأجنبية إذ هي المسؤولة عن نشئها غدا، والباثة فيه أفكارها وسيرتها)1.
فروح الهوية الوطنية، والتشبت بالتقاليد المغربية الأصيلة حاضرة في إبداع الكاتبات المغربيات مترابطة الاجيال ومتواصلة الحلقات . فرواية عزوزة للزهرة رميج مرآة عاكسة لقيم المجتمع القروي. اذكر على سبيل المثال لا الحصر الوشم و الاعتقاد بكونه يبعد الحسد من خلال حمة عزوزة التي تعتز بالوشم على وجهها، والمناحة بعد موت عزيز كتلك التي أقيمت بعد وفاة والد عزوزة ، والتمرغ في الرماد كدليل على رفض العريس وغيرها من العادات السائدة في ريف المغرب ناهيك عن الاعتزاز والتباهي بالروح الوطنية التي كانت تتقد اكثر لمواجهة المستعمرسالب خيرات البلاد .
وليلى ابو زيد التي استرجعت سيرتها ومايتخللها من اشارات الي عادات وتقاليد من خلال الاغاني التي كانت تؤدي في المناسبات، ويوم الغسيل، ويوم الحمام ودار المعلمة وغيرها من الطقوس في المجتمع المغربي التي رصدتها بعين الواقع.
والروح الوطنية حاضرة في العملين معا من خلال جهاد اب عزوزة ومقاومته للمستعمر الفرنسي. وكذلك حين دافعت ليلى ابو زيد عن مغربيتها حين استفزها أحدهم ضمن وفد جزائري :كيف تعملين في الوزارة الأولى وابوك له سجل حافل في المعارضة؟
2 فكان ردها:(اولا انا مغربية ولي الحق في ان اعمل في اي جهاز مغربي ان كنت مؤهلة لذلك أليست هذه روح الديمقراطية؟ ثانيا انا الآن صراحة استغرب ان والدي قد انساق وراء افكار المعارضة تلك، لا أفهم كيف يترك المثقف المسلم المعاصر مبادئ ازلية من وضع الله، مبادئ يملكها نابعة من ذاته مكوناته وهويته وموروثه ويتبع مبادئ وافدة انا لم اخن، انا بقيت وفية هو الذي حاد وراء افكار علمانية مجلوبة من الغرب)*3
فالكاتبات المغربيات في إبداعاتهن النثرية اوالشعرية ركزن علي موضوع الهوية المغربية بمقوماتها وخصوصيتها وهذا ان دل على شيئ فهو يدل على مدى ارتباطهن بوطنهن واعتزازهن وحرصهن على الخصوصية الثقافية من اي تشويش او استيلاب.
1 ملحق جريدة المغرب للثقافة المغربية (حول تهافت الفتيات على الليسي أبريل 38 نقلا عن علامات نسائية في نبوغ المرأة المغربية
2نادية العشيري، كتابات المرأة الإبداعية مصدر هام في كتابة التاريخ

3ليلي ابو زيد، رجوع الي الطفولة ص 147 *148

بقلم :امل الطريبق 7/8/2023

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading