
د . محمد عز الدين البدوي:
كثر السؤال عن البقر المستورد من البرازيل ، هل يصلح للحرث ؟ أم لحمل الأثقال؟ أم للزينة؟ وهل ينفع في الأكل ؟
وهل يكفي أن نمتثل لقول الله تعالى” اذبحوا بقرة” في الآية أن تذبحوا بقرة، أم نعاود السؤال ، فيشدد الله علينا كما شدد على بني اسرائيل .
مشهد غريب تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ، من العاصمة الرباط ، بالصوت والصورة، لبقر غير الذي عرفناه وعشنا معه ، بقر يتجول في طرقات شوارع المدينة ، وفي الغالب أنه هارب .
ترى لماذا هرب؟ هل يخاف الذبح؟ ولماذا في العاصمة الإدارية الرباط ؟ ولماذا في أهم شوارع الرباط ؟
أخاف أن أكثر الأسئلة فيشدد الله علينا كما صنع مع بني إسرائيل، أليس يكفي أن نذبح بقرة ، ونأكل البقرة ؟
وهل تختلف بقرتنا عن بقرة بني إسرائيل ؟
بقرتهم ” صفراء فاقع لونها تسر الناظرين”
أما بقرتنا المستوردة فهي ” رمادية غامق لونها تغم الناظرين ”

بقرة بني اسرائيل ليست بقرة مسنة، ولا بقرة فتية، بل هي بقرة متوسطة بين المسنة والفتية.
أما بقرتنا البرازيلية ( التي ظهرت في شوارع الرباط) مسنة ، عجفاء بارز عظمها ، مريضة مقزز منظر مخاطها.
وختاما فإن بني إسرائيل ذبحوا البقرة وأخذوا بعضها أو بعصها كما في قراءة أخرى ، أو لسانها كما جاء عن بعض المفسرين، فضربوا القتيل ،فقام فأخبرهم بمن قتله فكانت المعجزة .
أما نحن، إذا ذبحنا هذه البقرة وأخذنا بعضا منها وضربنا هذا الشعب المقهور المغلوب على أمره ، هل سيخبرنا بمن قتله أوسجنه ! وبمن نهبه وسرقه! وبمن نصب عليه وقهره ! وبمن ظلمه وجوعه!
ولا ندري أنحتاج لذبح البقرة حتى تخبرنا أم نخلي سبيلها فالفاعل معلوم عند القاصي و الداني.