“إن البقر تشابه علينا”

11 أبريل 2023

د . محمد عز الدين البدوي: 

كثر السؤال عن البقر المستورد من البرازيل ، هل يصلح للحرث ؟ أم لحمل الأثقال؟ أم للزينة؟ وهل ينفع في الأكل ؟
وهل يكفي أن نمتثل لقول الله تعالى” اذبحوا بقرة” في الآية أن تذبحوا بقرة، أم نعاود السؤال ، فيشدد الله علينا كما شدد على بني اسرائيل .
مشهد غريب تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ، من العاصمة الرباط ، بالصوت والصورة، لبقر غير الذي عرفناه وعشنا معه ، بقر يتجول في طرقات شوارع المدينة ، وفي الغالب أنه هارب .
ترى لماذا هرب؟ هل يخاف الذبح؟ ولماذا في العاصمة الإدارية الرباط ؟ ولماذا في أهم شوارع الرباط ؟
أخاف أن أكثر الأسئلة فيشدد الله علينا كما صنع مع بني إسرائيل، أليس يكفي أن نذبح بقرة ، ونأكل البقرة ؟
وهل تختلف بقرتنا عن بقرة بني إسرائيل ؟
بقرتهم ” صفراء فاقع لونها تسر الناظرين”
أما بقرتنا المستوردة فهي ” رمادية غامق لونها تغم الناظرين ”


بقرة بني اسرائيل ليست بقرة مسنة، ولا بقرة فتية، بل هي بقرة متوسطة بين المسنة والفتية.
أما بقرتنا البرازيلية ( التي ظهرت في شوارع الرباط) مسنة ، عجفاء بارز عظمها ، مريضة مقزز منظر مخاطها.
وختاما فإن بني إسرائيل ذبحوا البقرة وأخذوا بعضها أو بعصها كما في قراءة أخرى ، أو لسانها كما جاء عن بعض المفسرين، فضربوا القتيل ،فقام فأخبرهم بمن قتله فكانت المعجزة .
أما نحن، إذا ذبحنا هذه البقرة وأخذنا بعضا منها وضربنا هذا الشعب المقهور المغلوب على أمره ، هل سيخبرنا بمن قتله أوسجنه ! وبمن نهبه وسرقه! وبمن نصب عليه وقهره ! وبمن ظلمه وجوعه!
ولا ندري أنحتاج لذبح البقرة حتى تخبرنا أم نخلي سبيلها فالفاعل معلوم عند القاصي و الداني.

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading