إشراقات ثقافية
من تقديم أمينة بنونة
المجتمع القصري في المنتصف الاول للقرن العشرين -احداث وعادات-
للمرحوم محمد بن عبد الرحمان بنخليفة الخليفي
-التعليم الحر :
إن أهم مدرسة انشأت بهذه المدينة للتعليم الحر كانت هي المدرسة الأهلية ، والتي تم انشاؤها بوحي من الحركة الوطنية خلال الثلاثينات، ويظهر ان هذه المدرسة قد نشأت في نهاية الثلاثينات وازداد نشاطها في الاربعينات وعرفت باسم المدرسة الأهلية. وكان العالم الأستاذ السيد أحمد بن الطاهر الجباري أحد الدارسين بجامعة القرويين بفاس هو المؤسس لهذه المدرسة مع مجموعة من الأساتذة مثل: السيد أحمد السفياني والأستاذ محمد الرحماني والسيد أحمد قدامة والفقيه السيد أحمد محمد شاوش والأستاذ
السوسي المرتجي والأستاذ عبد السلام القيسي وغير هؤلاء، وكانت هذه المدرسة في عمومها معربة وآخذة
بمناهج الشرق العربي تقريبا في التدريس ولا تعطى فيها اللغة الاسبانية إلا كلغة، ولم تكن مدرسة للتعليم فقط وإنما كانت مدرسة يراد منها إنشاء جيل مغربي مسلم عربي الثقافة متشبع بالقيم المثل الإسلامية والوطنية.
كانت هذه المدرسة خلال الأربعينات قد أقيمت في حي للا عائشة الخضراء قبالة ضريحها ومسجدها، ثم انتقلت في الخمسينات الأولى إلى حومة باب الواد بالدرب الغربي للمسجد الأعظم وفي نهايته وبالضبط في تلك البقعةالتي كانت توجد بها مدرسة قديمة تعود إلى زمن بني مرين والتي عثر فيها على رخامية تثبت كتابتها ذلك، فهي من المدراس البوعنانية القديمة بالقصر حولت اليوم إلى دور للسكنى.
استمر وجود هذه المدرسة خلال الخمسينات وكانت مدرسة مختلطة تجمع بين الجنسين وعملت على تكوين جيل متشبع بالروح الوطنية وكانت لها
أنشطة رياضية وتقوم بإعداد الرحلات الأسبوعية تقريبا إلى منطقة بوجناح والخضضرا جنوب القصر الكبير، كما كانت تقوم بإعداد المسرحيات والتمثيليات قصد إحداث وعي اجتماعي، وسياسي ويشارك بعض تلاميذاتها في تلك المسرحيات، وتميز تلاميذاتها بحفظهم لمختلف الأناشيد الوطنية بألحانها الحماسية والتي كانت تذكر أولئك التلاميذ والجمهور بالأمجاد وتحتهم على النهوض والتقدم ونبذ الخمول والجمود والتضحية في سبيل الدين والوطن.
(ص85/86)
