
بقلم :ربيع الطاهري
بعد العديد من خرجات المعارضة بخصوص عدد من الصفقات منها التشوير وتجديد وتقوية الإنارة العمومية و اصلاح وتهيئة النافورات … خلال هذه الولاية، و بعد قضية الهبة التي أثارتها و التي مازلت تداعيتها بين الإعلام و المواقع الالكترونية و مسطرة سلطة المراقبة الإدارية ، خرجت تدوينة لعضو المعارضة بالجماعة الترابية بالقصر الكبير السيد عبد الرحمان العلمي ضباب من خلالها نشر على صفحته البرنامج التوقعي للجماعة في ميدان الصفقات العمومية، والتي لا يمكن الإطلاع عليها إلا بالموقع الالكتروني لبوابة للصفقات العمومية بالمغرب الموجهة لفئة محددة من المقاولات و الشركات، وهي غير متوفرة للعموم.
وأنا اتصفح موقع الجماعة و صفحتها النشيطة بالفيسبوك لا أجد أي خبر أو معلومة، وكأن بالمعارضة أصبحت منصة للمعلومة لفائدة الساكنة و المهتمين بالشأن التدبيري للجماعة.
ولكي يقوم معارض بنشرها هو شيئ مؤسف وعار على الجماعة ولا يستجيب لشعار الشفافية والوضوح و التواصل، فالأصل في هذا كله أن هذه المعلومة يجب أن تكون متاحة للعموم معلقة على بوابة الجماعة وصفحتها الفيسبوكية ومواقعها الإلكترونية ، لضمان الشفافية و حق المواطن في المعلومة و تتبع المال العام ،و إن كان البرنامج التوقعي لا يعد إلا خارطة الطريق للجماعة في مجال الصفقات، للأسف ما فشل فيه الرئيس مع مكونات أغلبيته نجح فيه عضو المعارضة عبد الرحمان العلمي بذكاء سياسي وتدافع يضمن الفعالية للمعارضة وجديتها في ممارسة الدور الرقابي و التتبع و التقييم لأداء الجماعة باحترافية تقنية عالية، ستجعل من الرئيس و أغلبيته قد يعيد النظر في نوع المواجهة السياسية مع المعارضة، وبابتكار آليات تكون أكثر وضوحا و تعزز الشفافية في تدبير الشأن المحلي بدل خطاب المظلومية و السياسيوية الضيقة، و زرع التهم و التشهير و التبخيس، بخصومه السياسيين، وتسخير كتيبة من جمعيات مجتمعه (المدني) التي مازال ينهجها إبان ولايته السابقة والحالية وخاصة ضدا على بعض أوجه معارضته البارزة ، إلا أن المعارضة الحالية المشكلة من فيسيفساء سياسي، وتركيبة من أشخاص يختلف كل واحد منها في طريقة تدبير الخلاف و ممارسة المعارضة وتقدير الظروف و المواقف ،وبحسب القناعة السياسية ودواعي ممارستها،كما أنها غير مقيدة بمنهج واحد سياسي او حزبي. تختلف عن المعارضة السابقة التي كانت مكبلة وتخضع في خرجاتها لمتغيرات سياسية وطنية/حكومية كما كان لسلفها في عهد المعارضة السابقة لحزب المصباح PJD.
اليوم نشهد مشاكسة سياسية وتدافع سياسي للمعارضة تعتمد منهج مؤسساتي يخضع لضوابط القانون التنظيمي 113.14 ،و آخر عبر مواقع التواصل الإجتماعي facebrook كسلاح مؤثر وله تداعياته قد لا تظهر حاليا ،و لكن ستكون لها آثار مستقبلية وتكرس ذلك الوعي المجتمعي المحلي ، و إن كان بطيئا ولكن له تأثير بليغ مستقبلا على واقع الممارسة السياسية المحلية ، إذا ما ذهبنا إلى طبيعة الفئة المستهدفة من ( الشباب و الطلبة و العازفين عن المشاركة السياسية…)
جعلت تدوينة العضو من المعارضة السيد عبد الرحمان العلمي يسقط حجاب الجماعة ويكشف المستور ، ويفضح طريقة التعتيم الممنهجة التي ينهجها رئيس الجماعة ضد أعضائه بالجماعة أغلبية و معارضة على حد السواء للأسف.
وهذا يكذب ما ذهب إليه الرئيس في خرجاته مؤخرا بالقول أنه لايملك معارضة و أنها غير فاعلة ومنتجة، عكس ما نشاهده الآن كمهتمين بالشأن المحلي، اعتبره شخصيا هروب الرئيس من المسؤولية و الإلتزام بالوضوح و الشفافية و إعتماد أساليب التعتيم الممنهجة التي لا تخدم التنمية بالجماعة ، و الالتقائية في الأفكار المبدعة و المنتجة، والتوجيه و الرقابة لتدبير الشأن المحلي بالمدينة.
وختاما مجمل القول، يمكن القول أن المعارض عبد الرحمان العلمي ضباب أصبح منصة للمعلومات التي تهم الجماعة وتدبير شأن المدينة ، و جزء مساعد للرقي بالتدافع السياسي الناضج نحو تغيير العبث و الإرتجالية و الاحتكام لتطبيق مواد القانون التنظيمي 113.14،وناقوس انذار و منبه لسلطة المراقبة الإدارية في شخص عامل إقليم العرائش ومن يمثله بمدينة القصر الكبير لما يهم شأن مدينتنا.
