مجرد سؤال سيدي الوزير المحترم

4 يناير 2023

_’محمد البدوي

مجرد سؤال سيدي الوزير المحترم .
سيدي الوزير ، قلت وكما هو مسجل بالصوت والصورة:
– ان ابنك حاصل على إجازتين من مونتريال بكندا .
ويفهم من هذا أن إحدى الإجازتين في تخصص الدراسات القانونية ، وأما الإجازة الأخرى قد تكون في تخصص آخر قد لا يهم في موضوعنا هذا .
ونحن بدورنا نهنئ ابنك على هذا التتويج ، ولست أدري حقيقة كفاءة قرة عينك، والذي أرجو له مستقبلا زاهرا باعتباره كفاءة عز نظيرها .
سيدي الوزير : الإجازة في الدراسات القانونية في كندا ، تعني أن فلذة كبدك قد حصل من العلوم القانونية ما أهله للحصول على الإجازة ، وهذا يحسب له ، وخاصة ان النظام الجامعي الكندي متميز ، ولا يشبه نظامنا التعليمي في المملكة المغربية والذي أنت وزيرا من وزرائها.
ثم سيدي الوزير هلا سمحت لي بسؤال :
– ترى هل المواد القانونية المدرسة في كندا هي نفسها التي تدرس عندنا ؟ طبعا سيكون الجواب بالنفي، وقد أجعل لك بعضا من الأمثلة، ( مدونة الأسرة ) الزواج، الطلاق ، النسب، الإرث ، الحضانة ……
وهذه المباحث سيدي الوزير لم يطلع عليها ابنك الحاصل على الإجازة في الحقوق من كندا ، وهذا أيضا لم ينقص من كفاءته .
سيدي الوزير: كيف سيتقدم للامتحان من لا خبرة له بالقوانين التي تدرس في الجامعات المغربية ، والغريب أن هناك الآلاف من المغاربة والحاصلين على الماستر والدكتوراه في الدراسات القانونية، ولم يحالفهم الحظ .
يبدو أن الأمر فيه إن كما يقال ، صحيح أن ابنك ، وبعض من أمثاله لهم كفاءة ، وخاصة انهم درسوا في أحسن الجامعات والمعاهد في العالم، لكن سيدي الوزير هذا لم ولن يؤهل أمثال ابنك أن يتقدم لمباراة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة فضلا عن أن ينجح .
أخبرك سيدي الوزير وأهمس في أدنك أنك جانبت الصواب في جوابك الفج الفظ من وجهين :
الأول ، قلت أن ابنك يدرس خارج الوطن ، وأنت تتباهى على المغاربة من أمثالي الفقراء أبناء الفقراء الذين درسوا في المدرسة المغربية ، وتخرجوا من الجامعات المغربية ، وفي هذا الذي قلته تنقيص وإهانة لجامعاتنا ، لأن في منظورك لو كانت هذه المؤسسات الجامعية في المستوى المطلوب ، لاختارها السيد الوزير لأبنائه ، ولما بعث ابنه للدراسة في كندا .
الوجه الثاني: أليس حري بابنك وهو المجد المجتهد ، والحاصل على إجازتين من مونتريال ، أن يتقدم لمباراة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة هناك في كندا ، وكلي أمل أنه سينجح هناك ويصبح محاميا مثل أبيه لا محالة.
لماذا نحرم كندا وهي من هي من إطار فذ تخرج من أحسن جامعاتها ؟ أو ليس عيبا سيدي الوزير أن تنفق من أموالك بمئات الملايين على أبنائك خارج الوطن ولا يستفيدون من العمل في هذه الدول ؟
سيدي الوزير ، ألست ومن معك في الحكومة من يختارون لنا السياسة التعليمية والتربوية ؟
فلماذا إذن تدفعوا بأبنائكم وبناتكم للدراسة في الخارج ؟
سيدي الوزير ، من العيب والعار أن أصحاب المال وأصحاب النفوذ يسرقون أحلام آلاف الشباب من المغاربة ، الذين قتلهم الفقر والعوز والمرض، والحاجة، و قتلتهم الهشاشة والرشوة والزبونية والمحسوبية.
ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد حكى عنه ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين
“وخطب عمر بن الخطاب يوما وعليه ثوبان فقال أيها الناس ألا تسمعون فقال سلمان لا نسمع فقال عمر ولم يا أبا عبد الله قال إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك ثوبان فقال لا تعجل يا عبد الله يا عبد الله فلم يجبه أحد فقال يا عبد الله بن عمر فقال لبيك يا أمير المؤمنين فقال نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك قال نعم اللهم نعم فقال سلمان أما الآن فقل نسمع.”
وعن أنس أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذاً، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس، فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه، فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ قال: يا أمير المؤمنين! لم أعلم ولم يأتني.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading