الأستاذ عبد القادر الغزاوي يكتب : أما بعد تراث الآباء والأجداد بين الأحفاد والأولاد والضياع والنسيان

21 ديسمبر 2022

بقلم : عبد القادر الغزاوي :
11 ـ تراث الآباء والأجداد بين الأحفاد والأولاد والضياع والنسيان . حيث أن هناك في المشهد الفكري والثقافي لمدينة القصر الكبير العالمة والتاريخية جماعة من العلماء والكتاب والشعراء قد طالهم النسيان والإهمال ، ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) الآية رقم 23 سورة الأحزاب . فقد أفلح من عمل جاهدا وصادقا من أجل المساهمة في إنقاذ ما تبقى من التراث الفكري والثقافي لمن رحلوا من الدار الفانية إلى الدار الباقية ، وقد جاء في الحديث الشريف أنه : ( إذا مات ابنُ آدم انقطَعَ عملُهُ إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ يُنتفع به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له ) . والحمد لله أن مضامين الحديث النبوي متوافرة وموجودة .
فهذا التراث الفكري والثقافي الذي خلفه الآباء والأجداد الذين كان لهم أثر كبير ، ومكانة حاضرة في فضاء الحياة الأدبية للمدينة والفكرية كرواد وأعلام ومفكرين وشعراء وأئمة وعلماء ، وأهل الحَرف وصنّاع الكلمة ، حيث تركوا إنتاجا فكريا وثقافيا عميقا ، له قيمة بليغة علمية وأدبية ، متنوع الموضوعات والأغراض في شتى الميادين الفكرية والأجناس الأدبية . وهؤلاء الرواد الذين حملوا مشعل العلم والفكر والثقافة في حياتهم ، لم يأخذوا حقهم ومكانتهم العلمية وكذا الاهتمام اللائق بهم …
فعلى الأبناء والأحفاد والأصدقاء الأوفياء ، ممن استطاع منهم ، أن يخرجوا إلى الوجود الفكري ، وينشروا تراث وإبداع آبائهم وأجدادهم وأصدقائهم لإنقاذ ذلك من الضياع والاندثار ، وليستفيد منه المهتمون والدارسون والباحثون في الحياة الفكرية والأدبية والتاريخية لهذه المدينة العالمة والتاريخية ، ويكون ذلك بمثابة رد الاعتبار لهم والاحتفاء بهم والوفاء لهم ولإنتاجهم ذي القيمة البليغة . فهل من مجيب أم هي صيحة في واد ونفخ في رماد ، وكما يقول الشاعر الفارس عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي (525- 643 م ) ، الملقب بأبي ثور :
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيــــــــا ×× ولكن لا حياةَ لمن تنــــادي
ولو نارٌ نفختَ بها أضـــــــاءت ×× ولكن أنت تنفخ في رمـــــاد

والأمل معقود بإذن الله بطبع ونشر وإحياء ذلك الكنز الفكري والعلمي الثمين ، ممّا تركه الآباء والأجداد ، نظرا لما أصابه من إهمال ونسيان ، ( فلهم الفخر الذي لا يجهل ، والذكر الذي لا يهمل ) . وما قولي هذا إلا من باب التنبيه والتذكير والغيرة وتحقيق الهدف العلمي المنشود . ولله الأمر من قبل ومن بعد .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading