جمال عتو :
لن ترضى جهات معلومة من رفع العلم الفلسطيني في ملاعب كرة القدم ، ولن ترضى من إشهار لاعب سبابته إلى الأعلى فرحا بالنصر ، ولن ترضى بسجود فريق على عشب الملعب، ولن ترضى برقص أم انتشاء مع ابنها اللاعب ، ولن ترضى بوصول منتخب إفريقي مغمور إلى الأدوار النهائية لكأس العالم ، لقد كان الانتشاء وطقوس الفرح حكرا على منتخبات وارثة لعبة كرة القدم أبا عن جد ، وكانت المنتخبات العربية والإفريقية لبنات سفلى يؤثث بها المونديال ليتحقق الفوز العريض والإشادة المحتشمة لأدائها التي تزيد من رصيد الكبار لا غير .
حل المنتخب المغربي من بعيد ، وحلت معه القيم الدينية الأصيلة ، حلت معه أخلاق المغاربة ، وحل معه الانتصار لقضية الأمة الأولى التي سهرت الدول الإمبريالية على وأدها عبر اتفاقيات سياسية مذلة ، وحل معه الحنين إلى اللحمة العربية الإسلامية ، وحلت معه أيضا إرادة الانعتاق من لعنة العالم الثالث والتخلف والتبعية.
لن ترضى الجهات المعلومة عن هذا طبعا ، لكن المغاربة كانوا في موعد إثبات الذات والهوية .
سيبلي المنتخب البلاء الحسن اليوم كيفما كانت النتيجة وإن كان حدسنا يتجه نحو الفوز ، سيترك المنتخب بصماته على الملعب اليوم بقطر ، وسنفرح وننتشي ، الذين سيشعرون بالضغط والخوف هم من يخالون أنفسهم دائما كبارا لا ينهزمون ، أما نحن الذين يعتبروننا دائما صغارا تغيرت الآن قناعتهم ، لأن الكبير يوما سيصغر ، والصغير سيكبر .
لا مجال للتراجع ، عقد أسود الأطلس العزم .
تحية لمنتخبنا الوطني .
تحية للجماهير العربية والإفريقية .
تحية لفلسطين حرة أبية .
عاش المغرب .