ذ. ضرار غيلان
***********
لطالما حلمنا بتحقيق ألقابا قارية و عالمية ، لكن كنا نكتفي دائما بالمشاركة المشرفة أو المرور إلى مرحلة خروج المغلوب كأقصى تقدير ، بالرغم من توفرنا على أجيال من لاعبين مهرة بارعين كان بإمكانهم التتويج في عدة مناسبات ، لو توفرت آليات النجاح من إمكانيات و إدارة تقنية احترافية و طاقم تدريبي ذو كفاءة عالية يتمتع بصلاحيات واسعة ، دون التدخل في اختياراته البشرية؛ و لا يخفى على أحد أن التاريخ يحتفظ في ذاكرته بالألقاب و ليس بعدد المشاركات دون طائل؛
و لعل مناظرة الصخيرات وضعت الأصبع على الخلل و رسمت خارطة الطريق بغية تحقيق إقلاع حقيقي ، فبفضل الإرادة الملكية رصدت إمكانيات مالية مهمة لتأهيل المنتخبات الوطنية و تشييد ملاعب بمواصفات عالمية و أيضا إخراج مركز محمد سادس بالمعمورة بسلا للوجود ، مجهز بأحدث التجهيزات و يتوفر على ملاعب ذات جودة عالية ،
و لكن الانتقال من الهواية الى الاحتراف أو نصف الاحتراف تطلب الكثير من الوقت و أصبح لزاما تنقية المجال الكروي من الشوائب المترصبة العالقة ،
و يبدو أن بلادنا و الحمد لله كسبت هذا الرهان بنسبة عالية و بدأنا نجني الثمار من كل المجهودات السابقة بتوفرنا على المنتخبات السنية و تدعيم أكاديميات و مراكز التكوين في عدد من المدن المغربية ، فلم تعد المشاركة تقتصر على الذكور بل أصبح العنصر النسوي يحظى بالاهتمام و الأولوية ، و في وقت وجيز تأهلت بناتنا للحضور في المحافل العالمية ، و حظي المنتخب داخل القاعة بالعناية و أصبح يضاهي المنتخبات الكبرى و لعل كفاءة مدربه المقتدر السيد الدكيك ، و النتائج المميزة التي حصل عليها أثرت إيجابا و أعطت الحافز لكل المنتخبات الوطنية ، و جاءت اللحظة التاريخية للقطع مع تعيين و ترسيم مدربين أجانب تغيب عنهم الغيرة الوطنية و لا يستمعون إلى نبض الجماهير الشعبية و يستخفون بالصحافة الرياضية الوطنية النزيهة ،
و قد لبى الجهاز الوصي على الكرة المغربية هذه المطالب و تم اختيار الناخب وليد الركراكي و مساعديه هذه المرة ، بتأني كبير للعمل على تجويد مستوى النخبة الوطنية ، و ذلك باختيار لاعبين بشخصية قوية و بحيادية و موضوعية و من ثم البصم على أول مشاركة دولية ؛
و رغم ضيق الوقت للتهييء إلا أن العمل المكثف و الكيفي اعطى نتائج سارة يفتخر بها كل مغربي و مغربية .
فحاليا ثقتنا كبيرة و نيتنا سليمة للبلوغ الى أرقى المراتب الممكنة ، و التاريخ سيشهد على بصم منتخبنا على مشاركة مذهلة في كأس العالم بقطر الشقيقة المبهرة ،
و لا يفصلنا إلا ساعات عن لقاءنا ضد منتخب الديكة الذي نتمنى أن يحسم لصالحنا و نتأهل الى المباراة النهائية، التي سوف يكون انتصارنا فيها مزلزلا لكل المعمور و بالتالي سيؤسس لنهضة كروية تسير على نهجها الأجيال القادمة .
فلنترك مدربينا و ناخبينا يعملون بكل أريحية ، متعهم الله بكل عافية و حفظهم من كل أذية .