– عندما تسند الأمور إلى أهلها –

12 ديسمبر 2022

ذ. ضرار غيلان
***********
لطالما حلمنا بتحقيق ألقابا قارية و عالمية ، لكن كنا نكتفي دائما بالمشاركة المشرفة أو المرور إلى مرحلة خروج المغلوب كأقصى تقدير ، بالرغم من توفرنا على أجيال من لاعبين مهرة بارعين كان بإمكانهم التتويج في عدة مناسبات ، لو توفرت آليات النجاح من إمكانيات و إدارة تقنية احترافية و طاقم تدريبي ذو كفاءة عالية يتمتع بصلاحيات واسعة ، دون التدخل في اختياراته البشرية؛ و لا يخفى على أحد أن التاريخ يحتفظ في ذاكرته بالألقاب و ليس بعدد المشاركات دون طائل؛
و لعل مناظرة الصخيرات وضعت الأصبع على الخلل و رسمت خارطة الطريق بغية تحقيق إقلاع حقيقي ، فبفضل الإرادة الملكية رصدت إمكانيات مالية مهمة لتأهيل المنتخبات الوطنية و تشييد ملاعب بمواصفات عالمية و أيضا إخراج مركز محمد سادس بالمعمورة بسلا للوجود ، مجهز بأحدث التجهيزات و يتوفر على ملاعب ذات جودة عالية ،
و لكن الانتقال من الهواية الى الاحتراف أو نصف الاحتراف تطلب الكثير من الوقت و أصبح لزاما تنقية المجال الكروي من الشوائب المترصبة العالقة ،
و يبدو أن بلادنا و الحمد لله كسبت هذا الرهان بنسبة عالية و بدأنا نجني الثمار من كل المجهودات السابقة بتوفرنا على المنتخبات السنية و تدعيم أكاديميات و مراكز التكوين في عدد من المدن المغربية ، فلم تعد المشاركة تقتصر على الذكور بل أصبح العنصر النسوي يحظى بالاهتمام و الأولوية ، و في وقت وجيز تأهلت بناتنا للحضور في المحافل العالمية ، و حظي المنتخب داخل القاعة بالعناية و أصبح يضاهي المنتخبات الكبرى و لعل كفاءة مدربه المقتدر السيد الدكيك ، و النتائج المميزة التي حصل عليها أثرت إيجابا و أعطت الحافز لكل المنتخبات الوطنية ، و جاءت اللحظة التاريخية للقطع مع تعيين و ترسيم مدربين أجانب تغيب عنهم الغيرة الوطنية و لا يستمعون إلى نبض الجماهير الشعبية و يستخفون بالصحافة الرياضية الوطنية النزيهة ،
و قد لبى الجهاز الوصي على الكرة المغربية هذه المطالب و تم اختيار الناخب وليد الركراكي و مساعديه هذه المرة ، بتأني كبير للعمل على تجويد مستوى النخبة الوطنية ، و ذلك باختيار لاعبين بشخصية قوية و بحيادية و موضوعية و من ثم البصم على أول مشاركة دولية ؛
و رغم ضيق الوقت للتهييء إلا أن العمل المكثف و الكيفي اعطى نتائج سارة يفتخر بها كل مغربي و مغربية .
فحاليا ثقتنا كبيرة و نيتنا سليمة للبلوغ الى أرقى المراتب الممكنة ، و التاريخ سيشهد على بصم منتخبنا على مشاركة مذهلة في كأس العالم بقطر الشقيقة المبهرة ،
و لا يفصلنا إلا ساعات عن لقاءنا ضد منتخب الديكة الذي نتمنى أن يحسم لصالحنا و نتأهل الى المباراة النهائية، التي سوف يكون انتصارنا فيها مزلزلا لكل المعمور و بالتالي سيؤسس لنهضة كروية تسير على نهجها الأجيال القادمة .
فلنترك مدربينا و ناخبينا يعملون بكل أريحية ، متعهم الله بكل عافية و حفظهم من كل أذية .

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading