الله الله الله عطيات الله الحمد لله على عطاء الله

10 ديسمبر 2022

اد .محمد البدوي :

الله الله الله عطيات الله
الحمد لله على عطاء الله
كنت على يقين أننا سنفوز ،
بعد الفوز على منتخب كندا وعبورنا إلى الثمن، ثم فوزنا على إسبانيا وعبورنا للربع، زاد حبي لمتابعة مبارة المنتخب الوطني، وبت أخاف على نفسي ، أن تصيبني الصبابة أو الهيام.
استعار نار حب المنتخب الوطني بقيادة الفأل الحسن وليد، و”تأجج حريقه وتوقد شعله واستطارة لهبه” ابن حزم في طوق الحمامة.
رسالة المدرب الأسطورة وليد ” تهلاو في الوالدة، تهلاو فالوالدين ديالكم ، كل شي برضا الوالدين والله ، ديرو النية ، ديرو الخير ، والله ما يخيبكم”
بلغة دارجة بسيطة، يعرفها كل المغاربة، بل يفهمونها ويتشربونها، رقراقة كالماء العذب السلسبيل سائغ شرابه ، تخرج من القلب لتسكن قلوب الملايين من العرب والمسلمين وغيرهم.
كلمات السيد وليد الصادقة والعفوية والمرتجلة، ومعه بعض تصريحات اللاعبين، تقطر قيما وحكما كما يقطر الشهد عسلا.
ترى ماذا بقي للعلماء والدعاة، والخطباء والوعاظ ؟
ماذا تركت هذه الكتيبة المباركة الميمونة ، للسياسين والصحفيين والمؤثريين في وسائل التواصل الاجتماعي؟
في الحقيقة هذا تاريخ جديد يكتب في جغرافية جميلة عنوانها: قطر، تاريخ جديد لقيم جميلة جاء بها الإسلام، وكتب الله لها أن تعود لتنتشر مرة أخرى، بين أحضان مدرجات كرة القدم، وليس لتبقى حبيسة المساجد وبعض المؤسسات التعليمية والجامعات.
أفلحت قطر، حيث أبدعت في التنظيم والحتضان، ونجح المغرب إذ حقق النصر والتمكين والانتصار.
“ديرو النية” وكأن هذه العبارة الذهبية هي سر نجاح وتفوق المنتخب الوطني المغربي
” نديرو النية” إذن، ونتوكل على الله،
وكأني بالناخب الوطني وليد الرݣراݣي يحدو حدو العلماء ، الذين يجعلون حديث ” إنما الأعمال بالنيات ” ، يصدرون به كتبهم ومؤلفاتهم .
كأني بهذا المدرب القدير الشاب الوطني، يختار نقاط القوة، كأني به يعيد صناعة الأمجاد.
هل يدرك وليد فائدة تحديد القصد والوجهة ، عندما يركز على حديث النية؟
فعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.
وقال عنه أبو داود، كما في جامع العلوم والحكم: إنه نصف الإسلام، أي لأن الدين: إما ظاهر، وهو العمل، أو باطن وهو النية. وقال ابن عبد البر: يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ كُلُّ عَمَلٍ بِغَيْرِ نِيَّةٍ لَا يُجْزِئُ.. والأعمال الصالحة إنما يقع بها غفران الذنوب وتكفير السيئات مع صدق النيات .
النية إذن نصف الدين، والنصف الثاني ، جعله المدرب أقساطا، الأول : رضا الله، مجسدا في تحقيق العبودية والامتثال لله رب العالمين، مجسدا في السجود الجماعي الذي بدأ يتكرر مع كل انتصار والذي يحقق منتهى العبودية للواحد الأحد﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ۝ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ۝ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:99 .
والقسط الثاني: رضا الوالدين، وهو لا ينفك عن القسط الأول، لأن رضا الله في رضا الوالدين، وهذا الذي ركز عليه السيد المدرب ، بدأ بحضور أمه، وأمهات غالب اللاعبين وآبائهم، والذين رصدتهم عدسات المصورين، وهم يوقعون عناقا واحتضانا، وقبلات يرسمونها على الرؤوس، سابقة في تاريخ كرة القدم، ربما كان حريصا على استجلاب الأمهات، لأنهن مصدر النصر والقوة .
ولهذا كان العرب قديما يصحبون معهم زوجاتهم في الحروب، وما سيرة هند بنت عتبة في غزوة أحد عنا ببعيد، خرجت وهي تجيش الجيوش بعدما قتل أبوها وعمها وأخوها:
نحن بنات طارق نمشي على النمارق والدُّرُ في المخانق والمِسك في المناطق
إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق
أو تُدبروا نفارق فراق غير وامق
القسط الثالث : إفشاء المحبة بين عناصر ومكونات الفريق، والقضاء على الشحناء والبغضاء، وهذا ما ظهر جليا في الانسجام التام الذي حصل ، والذي أفرز هذا الفريق القوي الذي حقق النصر حتى على المنتخب الإسباني، محققا الإنتقال السلس إلى ربع كأس العالم ، وبهذا يدخل في تاريخ كرة القدم من بابه الواسع .
القسط الرابع : الجمهور ، الذي زحف لمساندة المنتخب، وهب لنجدته، هذا الجمهور الذي وقع المعجزات في مدرجات ملاعب قطر ، جمهور ربما الأكثر عددا والأحسن تنظيما والأجمل لباسا، والأروع في شعاراته، التي قضت مضجع الsهاينة الغاصبين، وذلك برفع الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب مع الأعلام المغربية، والتغني بشعار ” الحبيبة يا فلسطين” فلسطين رمز العزة، رمز الصمود، ضمير هذه الأمة، وقلبها النابض.
وأيضا استغل الجمهور المغربي الرائع واستعار من الرجاء النشيد الرائع الذي أصبح يتغنى به كل العرب:
فبلادي ظلموني
اوه اوه اوه اوه
لمن نشكي حالي
اوه اوه اوه اوه
الشكوى للرب العالي
اوه اوه اوه اوه
غير هو اللي دارى
فهاد البلاد عايشين فغمامة
طالبين السلامة نصرنا يا مولانا
صرفوا علينا حشيش كتامة
خلاونا كي اليتامي
نتحاسبوا فيوم القيامة
مواهب ضيعتوها بالدوخة هرستوها
كيف بغيتو تشوفوها
فلوس البلاد كع كليتوها
للبزاني عطيتوها جينيراسيون قمعتوها
اوه اوه اوه اوه
وقتلتو لاباسيون
اوه اوه اوه اوه
بديتو بروفوكاسيون
زيرو خاف اللي اختراعتو
وعلينا طبقتوا بيه بغيتوا تحكموا
على فلامة حكمتوا بالويكلو
ومنعتولي نيفو
بالشغب شحال تهمتو
نسيتو شحال صفقتو
بشهور الحبس جازيتو
رجاوي ضيعتوا حياتو فخدمتو وقرايتو
حيث مافهمتو لا باسيون
اوه اوه اوه اوه
ديزولي لافامي
اوه اوه اوه اوه
عليا كثرو الهضارى
اوه اوه اوه اوه
لهدرة طلعت لي فراسي
اوه اوه اوه اوه
وا غير فهموني
كل نهار نفس الهضرة
فالدار ولا الزنقة وشنو عطاتكم الخضرة
عمرك كلو ضاع عليها
وشحال نفقتي عليها وجامي خليتيها
حبابي غير فهموني
علاش بغيتو تفرقوني
على الرجاء اللي تواسيني
هادي اخر كلمة عندي نكتبها
من قلبي والدمعة في عيني
التوبة رب العالي
توب علينا ياربي
القسط الخامس: حب الإنتماء للوطن ولأمة الإسلام ، ظهر في رسائل وليد الرݣراݣي ” نعاونو ولاد البلاد” “ندخلو الفرحة على المغاربة، والعرب والمسلمين”
” الدراري كيحبو بلادهم، نعاونوهم”…
وحب الأوطان من الإيمان، و أفضل الإيمان إدخال الفرحة على الناس.
(أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً)أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)).
الاحساس بالانتماء يصنع المستحيل.
والمدرب الركراكي وفي وقت وجيز، نجح في صناعة جو عائلي مفعوم بالمحبة والصفاء، وإشعال حس الانتماء للفريق والوطني عند اللاعبين.
القسط السادس: الدعاء ، ولا ننسى أن الدعاء يصنع المستحيل، فالملايين من المتتبعين يتوجهون إلى العلي القدير بأن ينصر المنتخب الوطني المغربي منتخب الساجدين.
قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء»، كما أن يقين العبد بأن الله تعالى قادر على أن يعطيه سؤله، ويلبي حاجته سبب من أسباب الاستجابة
القسط السابع :
التقة في النفس والتي يعمد المدرب بين الفينة والأخرى زرعها في قلوب لاعبيه، وهذا ما كان يتحدث عنه في لقاءاته الصحفية المتكررة، ” نحلم بالفوز” “نستطيع التأهل للربع” وقد نصل للنصف، ولم لا الكأس….
خطاب جديد ، ينسجم تماما مع نسخة متميزة على أرض قطر ، هي بدأت والمغرب يواصل.
التقة في النفس تصنع المعجزات: “عندي لاعابا عندهم الروح الرياضية ، عندهم التقة فراسهم ، جينا باش ندخلو فالتاريخ، مجيناش نلعبو ثلاثة ديل الماتشات ونمشو، عندنا ݣروب، عندنا عائلة عندنا الشعب ، والشعب تبعنا، منين بدينا نجمعو الشعب وهاذي هي الخدمة ديالنا هي نفرحو الشعب”
“الدراري خدامين وحنا معاكوم” ” سير ….سير….آولدي وحنا معاك والشعب معاك”.
هكذا هو القائد الناجح، يستعمل كل ما من شأنه رفع معنويات فريقه، حتى لو خاض بهم البحر لخاضوه معه.
الحمد لله فهو الكريم، والكريم إذا بدأ أتم.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading