المشهد السياسي وطريقة تشكيل الحكومات والمجالس المنتخبة وهندستها ومحددات التحالفات في المغرب، لا تسمح ربما بتبني خطاب تنافسي يبالغ في نعت المنافسين بالفساد وعدم الأهلية لتولي المسؤوليات المنتخبة ..
لماذا ؟
لنأخذ بعض الأمثلة.
البام بالنسبة للبيجيدي كان مرادفا لكل مساوئ العمل السياسي وخدمة الفساد والتحكم وغير ذلك، في جهة الشمال بعد استقالة إلياس العمري تحالف حزب العدالة والتنمية مع البام وكأن شيئا لم يكن.
عبد الاله بنكيران ومن ورائه أعضاء الحزب خصوصا الشباب منهم، كان يعتبرون أخنوش والأحرار خطرا على الديمقراطية والبلاد والعباد، فتحالف العثماني مع أخنوش وانتهى المطاف بهم جميعا يتبادلون التهاني وعبارات المجاملة..
ادريس لشكر حذر مرارا من “اخونة” الدولة، وانتهى به الأمر إلى جانب إخوان العثماني في المجلس الحكومي …
ما حدث من تناقضات بين الخطاب والممارسة في سلوك الأحزاب تجاه بعضها، هو الذي سيحدث بعد ظهور نتائج الانتخابات، لذلك فلا داعي لرفع السقف عاليا بتبني خطاب سياسي ينعت المنافسين بنعوت سرعان ما يتم نسيانها عند تشكيل التحالفات.
من يقول عن حزبه بأنه (ما كاين غي هو)، عليه أن يتحالف مع نفسه لكي يبقى منسجما مع شعاراته…
الفاسدون معروفون والنزهاء معروفون، والسياسة فن الممكن وليست مجالا للمزايدات الفارغة.