اد. سعيد الحاجي
الإشادة بحرص قطر على إبراز خصوصياتها الثقافية وعناصر هويتها ومن بينها ديانة البلاد في المونديال، لا يعني تحويله إلى “حدث إسلامي” وتحويل الأنشطة الدعوية التي تنظمها قطر على هامش المونديال إلى بورصة لتداول أرقام المعتنقين للإسلام يوميا وأسبوعيا… !
قطر تنظم أنشطة عديدة موازية لمباريات كرة في المونديال، بما فيها الحفلات الموسيقية والأمسيات الثقافية والندوات، وفي هذا السياق تنظم المحاضرات الدينية للتعريف بالإسلام وإبراز قيمه النبيلة وتصحيح صورته التي لطخها المتشددون والإرهابيون لدى الجمهور الواسع…
في المونديال، هناك من سيستمع لمحاضرة دينية، وهناك من سيذهب للرقص، وهناك من سيذهب لتجمعات المشجعين، وهناك من سيفضل الخلود إلى النوم…
قطر تقدم نموذجا متميزا لاستثمار الأحداث الكبرى في التسويق لعناصر الثقافة المحلية، وبالنظر إلى أن البلاد هي أول دولة عربية مسلمة تنظم الحدث، فهذا ما يجعلها فرصة للتعريف بعناصر الثقافة العربية ومن بينها الدين، دون حماس زائد وإعطاء الفرصة للمتربصين بهذا المونديال…
المونديال مسابقة كروية هدفها التباري بين المنتخبات الكروية على اللقب العالمي، وليس التباري على إدخال أكبر عدد من الناس إلى دين معين، لكنه فرصة لإشاعة ثقافة الحوار بين الأديان والأعراق والأجناس….