الفنان المسرحي ابن مدينة القصر الكبير حمزة الصمدي يبدع خارج أسوار المدينة متجردا من هويته.

24 أكتوبر 2022

أحمد العسري.

هل نعتبر ما قام به المخرج المسرحي الشاب، حمزة الصمدي، خيانة في حق مدينته و أصله، أم نعتبره هروب من أغلال و قيود طالما لازمت كل شاب من الشباب القصري المبدع، حيث يشارك حمزة الصمدي مخرج و مؤلف مسرحية إنعاش في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح بأسفي ممثلا مدينة الفنيدق، المدينة التي هاجر إليها من مسقط رأسه القصر الكبير، بعدما أتم دراسته الثانوية، و هو مهرجان وازن و كبير بالمملكة المغربية، و وصول المخرج القصري له هو علامة لجودة المبدعين القصريين و علامة أن مدينة القصر الكبير مدينة ولادة.

إن الحديث عن حمزة الصمدي ما هو إلا حديث بصيغة الجمع عن العديد من الطاقات الشابة التي قررت الهجرة نحو حواضر أخرى ترعى اهتماماتهم و تطور من مواهبهم، و ربما تمنحهم ما لم تمنحه مدينتهم الأصل، و هو تمثل صريح للحكمة العربية التي تقول “مطرب الحي لا يطرب” فتيمة الهجرة اليوم ننظر لها من زاوية الهروب، الهروب من بيئة عقيمة، لا تولد غير الاكتئاب و حالات الانتحار المتزايدة يوميا، في غياب تام للمرافق الثقافية و الشبابية التي تلعب دورا مهما في تفريغ كل الآهات السلبية للشباب و امتصاص غضبهم و حنقهم، و بلورة كل هذا لصالح الوجه المضيئ للمدينة، أين مدينة القصر الكبير مدينة الرياضة؟ أين القصر الكبير مدينة الثقافة و الكتاب؟ أين القصر الكبير مدينة المسرح و الموسيقى و الفن؟ أين نحن من كل هذا؟

إن ما تجلى اليوم في المخرج الشاب حمزة الصمدي، هو تجلي للهروب، و هو ليس بالجديد على المدينة، و إنما نغض الطرف عنه، لبشاعة خلقته، إنه قبح المدينة و بشاعتها و خوائها من كل طاقاتها، إلى متى يستمر هذا النزيف.
أنقذوا مدينة القصر الكبير.

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading