إشراقة… وقفة الكرامة .

22 أكتوبر 2022

ذ . إدريس حيدر

سافرت اليوم : 21|10|2022 ،صحبة زملائي المحامين في زمن رمادي أغبر، إلى الساحة المجاورة لمبنى حكومي يرمز إلى تدبير منظومة العدالة في البلاد.
سفري و زملائي كان من أجل الكرامة و وضع حد للمؤامرة الدنيئة التي تستهدف قلعة الصمود : مهنة المحاماة.
و من نافلة القول ،التأكيد على أن الأجهزة المخابراتية و السلطوية، كانت قد استهدفت هذه المهنة في أكثر من مرة سابقا ، هادفة إلى إصابتها في مقتل ،و ذلك باعتقال رجالاتها الأفذاذ في مرحلة أولى ومنهم الأساتذة: المرحوم : عبد الرحيم بن عبيد، و المرحوم عبد الرحمان اليوسفي و المرحوم : عمر بنجلون و ذ. النقيب : عبد الرحمان بن عمرو و ذ. عبد الرحيم برادة و اللائحة طويلة، و كان الهدف هو بث الرعب في أوساط أجيال مختلفة من المحامين.
و في مرحلة لاحقة ،حاولت الدولة تهجين المهنة و إفراغها من زخمها القانوني و الحقوقي ، و ذلك باتخاذها إجراءات تضييقية و تمريغ رمزياتها أرضا ،بفتح بابها لكل تائه غير نافع.
لكن في كل مرة غاب عن ذهن المتآمرين ،أن للمهنة سدنتها الذين يحرسونها و يحمونها ،و نسي هؤلاء كذلك ،أن المحامي هو آخر المتاريس الصعبة لاقتحام المجتمع ، و أنه يعيق انتشار الرذيلة فيه ، و يصونه من العبث ، و بالتالي فالمحامي يزرع و ينثر يوميا في أرضنا الطيبة بذورا تورق قيما فضلى تزكي بعطرها الفواح وجدان الشعب.
اليوم : 21|10|2022 ، وقف المحامي في الساحة الكبرى المحاذية لوزارة العدل ،ببذلته السوداء التي كان لونها دائما يرمز إلى وأد الحرية ، و صاح ثانية :
أنا المحامي ،اناهض الفساد و الظلم في البلاد .
أُسَاءِلُ الدولة على استبدادها و جورها و عن عدم توزيعها لثروات البلاد بشكل عادل.
و أُطالب بعدم الإفلات من العقاب للجناة و سارقي المال العام .
أُدافع عن الحريات و أتصدى للاعتقال التعسفي الخارج عن إطار القانون و عن الاختطاف و كذا أناضل من أجل وضع حد للاعتقال السياسي أو للراي.
أتهم الدولة بخرقها للمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان و ممارستها الحاطة بكرامة البشر ك: التعذيب.
أنا المحامي
أرسم في هذه الآونة لوحة بديعة من أجل احترام كرامتي و كرامة المواطن .
أخوض معركة أو لِنَقُل ملحمة من أجل أبناء الوطن.


أُوَقِّعُ بجُبَّتي السوداء على الانتصار للحق.
أُعلن رفضي لخرق الدستور ،منبها إلى تجاهل المسؤولين لمفهوم الشراكة و إملاء القرارات و الإجراءات بإرادة منفردة.
انا المحامي
أعلن استعدادي لأداء ضريبة رفض التركيع ، من دمي ،عرقي و قوتي ، و أن أظل شامخا منافحا عن الحرية ،الكرامة و العدل.
و انا الذي يعلن سعادته بانبعاث الدفاع من جديد و استرجاعه قوته من خلال تضامنه و وحدته.
و أشعر في نفس الآن باطمئنان كبير على المهنة و رسالتها بفضل شبابها المستعد للهلاك من أجل مجدها ، و هذا ما اثبته اليوم و في محطات سابقة .
و انا المحامي
الذي يكْبُرُ غضبه الساطع و يتعاظم ، و هو آت ،و أنا كلي إيمان ، إنه آت ،آت ، آت.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading