نسيبة الطود :
منذ أيام ،تتبعت باهتمام حدث “كسوة ” ضريح مولاي علي بو غالب والتي سهرت عليها تلة من نساء ورجال مدينتنا الغراء وكانت مناسبة للتعبير عن آراء مختلفة منها ما يثمن العمل ومنها ما يدعو إلى عدم تكريس هذه الثقافة البالية و رأي ثالث يبخس العمل ككل و يدعو إلى الانخراط في تجهيز كسوة ثانية ،قد أختلف مع هذا الرأي أو ذاك وقد أتفق مع آخر،فالاختلاف لا يفسد للود قضية شريطة عدم الدخول في الخلاف .لكن ما أثارني هو الاهتمام بمظهر الضريح و عدم التطرق لشخصيات كان لها ارتباط وثيق بهذه المعلمة في الماضي القريب جدا وكان لهم حضور قوي في تدبير شأنها اليومي رغم إثارة الموضوع حول “مقدم الضريح” من قبل بعض المتتبعين إلا أنه لم يتم التوقف بتاتا عندها ، لذا ارتأيت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع لارتباطه بتاريخ المدينة وبذاكرة كل بناتها وأبنائها. شخصيا لازلت أذكر أنني زرت الضريح رفقة صديقات الطفولة الأولى وصلينا به ركعتين قبل اجتياز امتحان الشهادة الابتدائية وتلقينا دعوات “المقدم ” لنا بالنجاح والصلاح والفلاح.
“مقدم ” ضريح مولاي علي بو غالب حينئذ هو المرحوم الفقيه الحامل لكتاب الله “السيد العمراني بن الخضير بن محمد بن حمان الطود” المزداد سنة 1899م بالقصرالكبير ،و الذي تم تعيينه في بداية الخمسينات من القرن الماضي بمعية كل من المرحوم الفقيه السيد الزكاري الذي خلفه بعد وفاته المرحوم الفقيه الحاج أحمد الغربي والذي خلفه بعد وفاته أيضا المرحوم الفقيه السيد الشاوني .
وقد دأب المرحوم الفقيه السيد العمراني الطود على أداء مهمته بالضريح بكل تفان وإخلاص إذ كان يقضي يومه هناك منذ صلاة الفجر مهما كانت الظروف وحتى إبان الفيضانات التي كانت تجتاح المدينة في فصل الشتاء، إضافة إلى تلاوة دليل الخيرات بمعية مقدم ضريح سيدي بو أحمد المتصوف الفقيه السيد محمد العبراق . إلى أن أقعده المرض عن العمل والتحق بالرفيق الأعلى في القصر الكبير صيف سنة 1991م وطال بعد ذلك الإهمال الضريح وامتدت يد النهب إلى ممتلكاته من نحاس وساعات حائطية وغيرها إلى أن أغلقت أبوابه في وجه المصلين والزوار والمريدين . و لعلنا نجد إضاءات إضافية لدى المحامي الأستاذ إدريس العمراني الطود بصفته ابن المقدم المرحوم ولارتباطه الوثيق بالمعلمة التاريخية “ضريح مولاي علي بو غالب”.