
ـ الأديب : محمد الجباري
عندما توفيت والدتي كنت في بيتي في هولندا. وصلني الخبر كالصاعقة؛ لم أفكر كثيرًا. سحبت حقيبتي من تحت الدرج، ألقيت بها ما استطعت على عَجل، وتوجهت نحو مطار أمستردام لألحق بطائرة المساء… لألحق بجنازة لا ينبغي أن أتأخر عنها.
لكن عند بوابة التفتيش اكتشفت الحقيقة القاسية: لم أحمل جواز سفري، ولا أوراق الإقامة. حتى ملابسي، أدوات النظافة، والحلاقة… كلها بقيت هناك في البيت. كنت أقف في المطار فارغ اليدين تقريبًا، لم يكن في حقيبتي سوى علبة الدواء—نفس العلبة التي أوصتني بها والدتي قبل رحيلها.
وقفتُ، وحولي العالم يتحرك… وأدركتُ أن الزمن وحده سافر، وتركني خلفه