يوميات محام (07)

25 أكتوبر 2025


ذ – ادريس حيدر :

قال ذات يوم ، ملك ” فرنسا” ، ” لويس الرابع عشر “:
” لو لم أكن ملكا لفرنسا ، لوددت أن أكون محاميا “.

قرار محكمة النقض .

كانت الأجواء السياسية في المغرب ، قد بدأت وأخذت تشهد انفتاحا سياسيا في أواخر حياة الملك الراحل ” الحسن الثاني ” و استمرّت على نفس النهج في بداية حكم الملك : ” محمد السادس”.
و هنا لا بد أن أذكر ببعض الإجراءات التي تمت أنذاك :
إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين ، عودة المنفيين و على رأسهم ” الفقيه محمد البصري ” ، إنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، .
عودة الزعيم الشيوعي و أحد قادة منظمة ؛” إلى الأمام ” : ” أبراهام السرفاتي ” من منفاه القسري في ” باريس” إلى ربوع الوطن : المغرب .
كما رُفِعت قيود الإقامة الجبرية في حق الزعيم الروحي لمنظمة :” العدل و الإحسان”.
و تلتها كثير من الإجراءات التي كانت تروم ، توجيه رسائل إلى الرأي العام الوطني و الدولي ، مضمونها ، هو أن هناك تغييرات عميقة و أن دولة الحق و القانون آتية .
في هذه السياقات و هذه الأجواء المفعمة بالأمل ، أصدرت محكمة النقض قرارها القاضي بنقض الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بطنجة ، و كان ذلك إيذانا بالتحاقي بمهنة المحاماة .
و هنا لا بد من التذكير بالدور الرائع الذي قام به نقيب هيئة المحامين بطنجة و رئيس جمعية هيآت المحامين بالمغرب :ذ . النقيب : مصطفى الريسوني رحمه الله ، من أجل وضع حد ، لهذا الظلم و الاستبداد الذي مورس في حقي ، كما أنني لن أنسى المجهود النضالي و الاستثنائي ، الذي لازلتُ لحد الآن أتذكره باعتزاز كبير و أثمنه عاليا ، و الذي قام به الأستاذان اللذان كانا شابين و في عمر الزهور ، من أجل التحاقي بمهنة المحاماة و هما :
– ذ. النقيب و رئيس جمعية هيآت المحامين بالمغرب : ” عبد السلام البقيوي ” رحمه الله .
– ذ. عبد الله الزايدي المناضل الشامخ ، أطال الله في عمره .
– ذ. سعيد البنشعبوشي ، الذي رافقني و صاحبني و دعمني كثيرا في هذه المحنة ، و لم يأل جهدا من أجل الوصول إلى الهدف المنشود ، و كان يعتبرها معركته .
– ذ. محمد السكتاوي : المناضل الحقوقي و الشاعر الفذ ، الذي هو الآخر كان دعامتي و يضخني بجرعات كبيرة من الأمل و الصمود .
انتشر خبر انفراج أزمتي وسط المناضلين على مستوى وطني ، و بالرباط خاصة ، حيث هناك و بسجن ” لعلو”، سيء الذكر ، قضيتُ عقوبتي السجنية ، بسبب قناعاتي الفكرية و الأيديولوجية .
حُدِّدَ لي تاريخ أداء اليمين أمام محكمة الاستئناف بطنجة .
و عادت تسكنني من جديد نفس الهواجس ، و تراودني نفس الأسئلة ، و التي لم أكن أملك لها جوابا .و على رأس هذه الانشغالات :
– هل سأنجح في هذه المهنة ؟
– و هل ستكون وسيلتي المثلى من أجل الاستمرار في نضالي من موقع جديد ؟
كان أداء اليمين يتم بالبذلة السوداء ، التي يتخللها اللون الأبيض في بعض جنباتها .
و بالمناسبة ، كان خياطو هذه البذلة في المغرب قليلون ، و كان أحدهم و الذي كان يتردد عليه محامو شمال المغرب ، يقع محله بالقرب من سينما ” روايال” بالرباط .
حصلتُ على بذلتي و التي سأفهم فيما بعد دلالات ألوانها ، و انتظرت اليوم الموعود .

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading