ذ . ادريس حيدر
قال ذات يوم ، ملك فرنسا “لويس الرابع عشر ” :
” لو لم أكن ملكا لفرنسا ، لوددتُ أن أكون محاميا ”
الانتساب لمهنة المحاماة .
كنتُ و لمدة ليست بالقصيرة ، أشعر و كأن بركانا يغلي داخل جسمي ، وكأن حممه ستتطاير على محيطي .
كنتُ متذبذبا ، مترددا ، و لا أشعر بالراحة ، نظرا لكوني قررتُ الانتساب إلى مهنة أجهلها و لا أعلم عنها شيئا ، كما أن أسئلة كثيرة كانت تمور بخلدي ، و لم أكن أجد لها جوابا مثل :
– هل سَأُوَفَقُ في هذه المهنة ؟
– و ما هي الوسائل و الطرق الذي ستوصلني إلى النجاح و التفوق فيها ؟
– و هل سأتقن فن المرافعة ؟
– و ما هو السبيل الأنجع و الأسلم لكي أصبح محاميا مختلفا و نوعيا ؟
– و هل بمستطاعي أن أساءل الجهات ذات الصلة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و أعَرِّي الوضع الكارثي الذي يطالها و التجاوزات المرتكبة من طرف أجهزة الدولة ؟
و أسئلة أخرى حارقة .
و كنتُ كذلك لا أتوقف عن استشارة الأصدقاء المقربين من أجل مشاركتي في همي الذي هو الانتساب لمهنة المحاماة .
و كان المرحوم ذ.” محمد السكتاوي “، حاسما في اختياري ، حيث شجعني كثيرا ، و اعتبر أن اختياري لممارسة مهنة المحاماة ، هو عين العقل ، مقنعا إياي بإيجابياتها .
و هكذا و في إحدى صبيحات شهر ماي من سنة1986، تقدمت إلى السيد نقيب هيئة المحامين بطنجة ، بطلبي الرامي إلى رغبتي الانتساب إلى هذه الهيئة كمحامي متمرن .
و ذكرته بأنني قضيتُ فترة من عمري في السجن ، لأسباب سياسية و نقابية ، و أخشى أن تُصبح هذه السابقة ، عائقا و مانعا لانتسابي لهذه المهنةً.
غير أنه بدد مخاوفي ، و أكد لي أن هيئة المحامين بطنجة يشرفها أن يكون بين أعضاءها معتقل سياسي سابق ، بل و هي محتاجةُ بأن يكون بين صفوفها ، رجال وطنيون ، نزهاء و مخلصون .
قدمتُ ملف انتسابي للهيئة المذكورة ، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة و المطلوبة .
و هكذا انتظرت قرار الهيئة بقلق و انشغال كبيرين .