يوميات محام ( 4)

4 أكتوبر 2025

ذ . ادريس حيدر
قال ذات يوم ، ملك فرنسا “لويس الرابع عشر ” :

” لو لم أكن ملكا لفرنسا ، لوددتُ أن أكون محاميا ”

الانتساب لمهنة المحاماة .

كنتُ و لمدة ليست بالقصيرة ، أشعر و كأن بركانا يغلي داخل جسمي ، وكأن حممه ستتطاير على محيطي .
كنتُ متذبذبا ، مترددا ، و لا أشعر بالراحة ، نظرا لكوني قررتُ الانتساب إلى مهنة أجهلها و لا أعلم عنها شيئا ، كما أن أسئلة كثيرة كانت تمور بخلدي ، و لم أكن أجد لها جوابا مثل :
– هل سَأُوَفَقُ في هذه المهنة ؟
– و ما هي الوسائل و الطرق الذي ستوصلني إلى النجاح و التفوق فيها ؟
– و هل سأتقن فن المرافعة ؟
– و ما هو السبيل الأنجع و الأسلم لكي أصبح محاميا مختلفا و نوعيا ؟
– و هل بمستطاعي أن أساءل الجهات ذات الصلة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و أعَرِّي الوضع الكارثي الذي يطالها و التجاوزات المرتكبة من طرف أجهزة الدولة ؟
و أسئلة أخرى حارقة .
و كنتُ كذلك لا أتوقف عن استشارة الأصدقاء المقربين من أجل مشاركتي في همي الذي هو الانتساب لمهنة المحاماة .
و كان المرحوم ذ.” محمد السكتاوي “، حاسما في اختياري ، حيث شجعني كثيرا ، و اعتبر أن اختياري لممارسة مهنة المحاماة ، هو عين العقل ، مقنعا إياي بإيجابياتها .
و هكذا و في إحدى صبيحات شهر ماي من سنة1986، تقدمت إلى السيد نقيب هيئة المحامين بطنجة ، بطلبي الرامي إلى رغبتي الانتساب إلى هذه الهيئة كمحامي متمرن .
و ذكرته بأنني قضيتُ فترة من عمري في السجن ، لأسباب سياسية و نقابية ، و أخشى أن تُصبح هذه السابقة ، عائقا و مانعا لانتسابي لهذه المهنةً.
غير أنه بدد مخاوفي ، و أكد لي أن هيئة المحامين بطنجة يشرفها أن يكون بين أعضاءها معتقل سياسي سابق ، بل و هي محتاجةُ بأن يكون بين صفوفها ، رجال وطنيون ، نزهاء و مخلصون .
قدمتُ ملف انتسابي للهيئة المذكورة ، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة و المطلوبة .
و هكذا انتظرت قرار الهيئة بقلق و انشغال كبيرين .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading