عنتريات الوزيرة تؤجج ولا تخمد.

2 أكتوبر 2025
Oplus_131072

ذ. منير الفراع :

خرجة غير موفقة بالمرة للسيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري أمينة حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في حكومة الأوليعارشية في نسختها المغربية.
خرجة تفتقد للحكمة السياسية والبصيرة الحكومية التي يجب أن تميز شخصية المسؤول السياسي في حكومة تسهر على تدبير الشأن العام. خرجة لا تختلف كثيرا عن خرجات معظم وزراء هذه الحكومة، التي يشترك أعضاؤها في خرجاتهم غير الموفقة كلما تعلق الأمر بالتعليق على أحداث تعرفها الساحة الوطنية بدءا برئيسها الذي وعد “بإعادة الترابي للمغاربة”، ومرورا بوزير ترند الخرجات غير الموفقة التي دائما تزيد طين بلة حتى أمسى المغاربة يقولون : ياليته سكت وأمسك لسانه، إنه السيد وزير العدل عبد اللطيف وهبي، والذي هو من نفس حزب السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، وكأن هذا الحزب قد جمع بين صفوفه كل من لايؤمن بأن الصمت حكمة في بعض المواقف، وأن إمساك اللسان أحيانا كثيرة خير من إطلاقه.
لقد خرجت علينا السيدة المنصوري مهددة ومتوعدة في عنترية ليس هذا وقتها ولا هذه مناسبتها قائلة:
“شباب جيل z مايخلعوناش”.
السيدة الوزيرة أعتقد أنه عليك أن تخافي، حتى وإن كنت لا تخافين على نفسك فكلنا يعلم أن لا أحد يستطيع أن يصل إليك، لكن عليك أن تخافي على هذا البلد الذي لا نملك نحن المستضعفون فيه غيره يمكن أن نلجأ إليه. لكن يبدو أنك فعلا لا تخافين حتى على هذا البلد؛ إذ لو كان قلبك فعلا سيدتي الوزيرة عليه لما خرجت علينا بمثل هذا القول المستفز الذي يزيد الوضع تأججا ولا يساهم بتاتا في إخماده أو احتوائه.
سيدتي الوزيرة ورغم كل ذلك أعتقد أنه عليك أن تخافي إذا كان لديك إلمام ولو قليل بهذا الجيل الذي كما قلت يختلف كثيرا عن الأجيال السابقة، وهذا ما يدعوك للخوف لا لعدمه كما قلت، فالخوف في بعض المواقف شجاعة، كما الشجاعة في غير موقعها ووقتها تهور، لهذا كان عليك أن تخافي السيدة الوزيرة للأسباب التالية:
1) جيل z هو جيل واعد من الشباب الذي ليس له ما يخشى عليه، والإنسان إذا لم يكن لديه شيء يخاف عليه لا يمكن بتاتا أن تتوقع حدودا لتصرفاته.
2) جيل z هو جيل الرقمنة وعصر السرعة والمأكولات السريعة والجاهزة، وعليه فهو يفتقد للنفس الطويل أو الصبر على أوهام وعود الإصلاح الذي امتازت به الأجيال السابقة.
3) جيل z جيل فقد الثقة في الأحزاب و المؤسسات، فهو جيل استفاد من تجارب الأجيال السابقة وحركيتها وكيف استطاعت الحكومات الالتفاف على مطالبها بوعود زائفة.
لقد أدرك هذا الجيل أن الحكومات وخصوصا الحكومة الحالية لا تتقن غير بيع الوهم للمواطنين، وعليه فإنه غير مستعد لسماع الوعود التي لا تتحقق، وإنما هو يحتاج إلى أن يرى إنجازات على أرض الواقع، لا وعود لامتصاص الغضب.
4) جيل z سيدتي هو جيل رقمي، جيل منفتح على الإعلام، جيل صار يتتبع الأرقام ليس كما ينقلها ساسة الأحزاب السياسية المسيرة للحكومة، إنه جيل يتابع الأرقام والمؤثرات العالمية بخصوص وطنه، فلا يرى إلا سوادا، فمعدلات الفساد والريع في ارتفاع مستمر، وربط المسؤولية بالمحاسبة ليس إلا شعارا يتم رفعه مناسباتيا.
5)جيل z سيدتي الوزيرة فقد الأمل في المستقبل،
بعدما صار يفضل المراهنة على ركوب الموت سباحة على أمل العبور للضفة الأخرى على البقاء في بقعة جغرافية تسمى وطنا. وطن لا يجد فيه مستشفى يلجأ إليه إذا مرض، ولا تعليما ينمي قدراته ويصقل مهاراته، ولا عملا يعول به نفسه إذا كبر.
6)جيل z سيدتي الوزيرة أمسى يلمس بجلاء مع حكومتكم تلك الهوة التي تزداد اتساعا يوما بعد يوم بين طبقات المجتمع، حيث يزداد المتحكمون في المشهد السياسي غنى بعدما زاوجوا بين المال والسلطة، بينما يزداد الشعب فقرا وقهرا.
7) جيل z جيل سيدتي الوزيرة كسر حاجز الخوف ولم يعد يرهب السلطة أو ترتعد فرائصه منها كحال الأجيال السابقة، لقد فقدت السلطة عنده هيبتها كما فقدت احترامها لديه، بعدما قتلت السلطة هيبة وقدسية المدرسة في شعوره ووجدانه، ولم تتفطن وهي تقتل هيبة وقدسية المدرسة أنها تقول معها كذلك أيضا هيبتها واحترامها.
لهذه الأسباب وغيرها سيدتي الوزيرة أعتقد أنه عليك أن تخافي، وأن تتسم خرجاتك باعتبارك مسؤولة بهذا بالبلد بالحكمة والرصانة والرشد بدل أن تتسم بالتهور والجهالة والطيش الذي يشبه صب الزيت على النار، ففي مثل هذه المواقف نكون أحوج إلى التريث منه إلى العنترية الرعناء.
وفي الختام سيدتي لا يسعنا إلا أن نبتهل إلى الله عز وجل أن يحفظ بلدنا الحبيب وأن يديم عليه نعمة الأمن والاستقرار، وأن ييسر له مسؤولين يسكن حبه قلوبهم لا مسؤولين كل همهم نهبه، وتحية لجيل z الذي ينبذ العنف ويجعل من سلمية احتجاجاته طريقا إلى مستقبل أفضل، مستقبل يعيد فيه المسؤولون ترتيب أولويات الوطن بحيث يصبح التعليم والصحة على رأس الأولويات لا في قعرها.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading