في مدرسة الريادة: تلميذ واحد يُعادل ثمانين تلميذًا في غيرها ؟!

9 سبتمبر 2025
Oplus_131072

أحمد العبودي (مفتش تربوي)

القول بأن تعلمات تلميذ واحد من المدرسة الرائدة يَعْدِل ثمانينَ مرة قَدْرَ ومِقْدار تلميذ في غيرها، كلام متهافت وغريب، بالنظر إلى أسئلة ضرورية تساعدنا على شيء من فهم هذه المعادلة الجديدة في عالم التربية والتعليم (1.ذ = 80.ذ): ما هي أدوات القياس واساليب التقييم التي اعتمدتها جهة التصريح لتخلص لهذه النتيجة الأسطورية الخارقة؟ وما هي مرجعياتها التقويمية ؟ وما دليلها على صحة ما تقول؟ وهل فعلا نتائج التقييمات التي تعلنها بعض الجهات نتائج صادقة يمكن أن الاطمئنان إليها؟ وهل يكفي أن تسمي مشروعا أو ورشا “رائدا” ليكون كذلك ، ألا يمكن أن يكون قد حصل النقيض ؟
ان حكم القيمة هذا يعتبر مقارنةً كمية هجينة، وهو منطق غير سليم وأسلوب في التربية عقيم وعليل ، لم يقل به في مجال التربية والتعليم خبير ولا ممارس ، لأنه بكل بساطة منطق يتعلق بمجال الكتل والأحجام ولا علاقة له بالاكتساب والمواقف والاتجاهات…حيث يكمن عالم معقد من المهارات والحوافز والمشاعر، فضلا عن كون التصريح تعبير مزعج، فيه استفزاز للتلاميذ وتبخيس لجهد مدرسين ليسوا في “الريادة” ، فكان التلاميذ الذين استفادوا من برامج الريادة كلهم على مستوى واحد من المخرجات والنتائج ، وهو أمر لا تقبله اي نظرية من نظريات التعلم وترفضه الممارسات التقويمية كما تجري أطوارها داخل أقسام المدرسة المغربية، أو كأن المدرسة غير الرائدة جهة أخرى لا تعني الوزارة الوصية على القطاع، فهي أقل شأنا وأدنى مرتبة !
عموما لقد عودتنا جهات رسمية على تضخيم الأرقام وتسويق الوهم والمزايدة في رفع الشعارات الجوفاء، غير أن هذا التصريح فيه غلو واضح ومثير للجدل، تنقصه اللباقة ويفتقر كثيرا للحس البيداغوجي الأصيل. ويكشف مرة اخرى عن طبيعة التواصل لبعض المسؤولين على الشأن التربوي في البلاد، كما يفصح عن اختلالات في خطابهم التربوي المأزوم.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading