
– بقلم : ذ . محمد الشدادي
في مشهدٍ يفيض بالخشوع والفرح، نظمت قرية النعميين بإقليم العرائش، اليوم فاتح ربيع الأول 1447 الموافق 25 غشت 2025 ، احتفالا مميزا تكريما لحفظة كتاب الله، في مبادرة سنوية أعيد إحياؤها هذا العام بعد توقف دام سنوات عديدة.
حيث جاب موكب قرآني يضم الفقهاء والطلبة والعلماء وعدد من الشخصيات وساكنة الدوار اهم ازقة القرية يتقدمهم المكرمون هذه السنة ممن التحقوا بكوكبة حفظة كتاب الله.
الفعالية شهدت حضورا واسعا من الأهالي، و الفقهاء والحفظة، إلى جانب عدد من الشخصيات التربوية والدينية.
وقد صاحب هذا الموكب اناشيد وامداحا دينية. وقد تم خلال الحفل تلاوات متميزة شنفت آذان الحضور و الدعاء لكل من ساهم في إحياء هذه السنة القيمة من أبناء الدوار.
وقد عبر عدد من حضروا هذه الفعالية الروحية عن اعتزازهم بهذه المبادرة، مؤكدين أن القرآن لا يحفظ فقط في الصدور، بل يغرس في القلوب، ويترجم في السلوك.
كما شددوا على أهمية دعم مثل هذه المبادرات، لما لها من أثر تربوي وروحي في تعزيز القيم الأصيلة لدى الأجيال الصاعدة.
وتعميمها على باقي دواوير الجماعة التي تحمل اسم سوق الطلبة أي جماعة حفظة كتاب الله.
وأهم ما ميز هذا الاحتفاء ما تخلله من فقرات إنشادية أداها الفقهاء والطلبة، َصاحبت الموكب الذي يتقدمه الحفظة الذين حملوا المصحف ولوح حفظ القرآن الكريم والعلم الوطني ورددوا آيات من الذكر الحكيم، في أجواء روحانية نادرة.
في ختام الحفل، عبر أحد منظمي المبادرة عن أمله في أن تعمم هذه التجربة على باقي القرى والمداشر، قائلاً:
نحن لا نملك الكثير، لكننا نملك القرآن، وهو كافٍ ليجعلنا أغنياء في الروح، أقوياء في القيم، ومتماسكين في وجه كل التحديات..
وأضاف آخر حين يكرم حافظ القرآن فإنه لا يكرم وحده، بل يكرم كل طفل وكل مقبل على حفظ القرآن يرى في نفسه أن هذا التكريم لا ينتهي الرحلة بل يبدأها،
إن من مثل هذا التكريم يعزز في الأطفال دافعيتهم للإقبال على كتاب الله ، ويشعرهم أن حفظ القرآن ليس مهمة مستحيلة، بل طريق مفتوح لمن صدق النية، كما أن مثل هذه المبادرات تعزز الانتماء الروح وتجعل الأطفال يشعرون أن القرآن الكريم ليس كتابا بعيدا،بل قريبا يكرم من يحفظه، ويعلي من شأنه.
ويفعل مبدأ القدوة حيث يتحول المكرم من الحفظة نموذجا يحتذى لا في الحفظ فقط، بل في الأخلاق، في الصبر وفي حب القرآن.