التوأم (2)

7 أغسطس 2025

_ بقلم : ادريس حيدر :

كان ” حسن” ذو شخصية ضعيفة ، متردد في قراراته ، ضعيف الإدراك ، إن لم يكن بليدا ، و عدواني السلوك ، و أناني ، يحب ذاته و مصلحته و يكره الغير .
فيما كان أخاه :” محسن” قوي الشخصية ، لطيف ، وديع و محبوب لدى الجميع ، نظرا لخصاله الحميدة .
و من تم ، كان ” حسن” يحاول تقليد أخيه ، ليلقى نفس المحبة و الإعجاب من طرف الغير ، إلا أن الفشل كان حليفه دائما و أبدا .
نتيجة لذلك ، بدأ يغير من أخيه :” محسن” ، و تطور هذا الشعور إلى الكراهية .
و شاءت الأقدار أن ينتقل أبوهما :” الحاج البشير” إلى عفو الله ، و كان قد ترك لورثته و هم : زوجته و ابنيه التوأم و أخته :” صفية” التي كانت تعيش متزوجة في مدينة أخرى ، إرثا مكونا من عقارات و منقولات .
و بعد إجراء الورثة قسمة حبية فيما بينهم ، في متخلف الهالك أبيهم ، لم يرض ، ” حسن” بما ناله ، فعبر عن عدم رضاه عليها و غضب كثيرا بل و أقام الدنيا ، و انطلق ينعت أخاه ” محسن ” في غيابه ب: الظالم و الجشع …
إلا أن أمهما كانت دائما بالمرصاد له و تدافع عن ابنها ” محسن” بحرارة ، و كانت تنعت هذا الأخير ب” المرضي” لكثرة اهتمامه بها و خدمته و مساعدته لها .
و بالرغم من هذه التوترات ، كان ” محسن ” قد قرر الزواج و إقامة أسرة ، بهدف الاستقرار و التفرغ لرعاية عائلته و خاصة أمه و تنمية تجارته من خلال ما ورثه عن المرحوم أبيه ، و ليظل اسم : ” الحاج البشير ” في السوق ، أو ليخلد من خلال ذريته .
تزوج ” محسن ” بابنة خاله :” سمية” ، و كانت هذه الأخيرة شابة هادئة ، خجولة ، وديعة ، تترك دائما مسافة بينها و بين الغير ، و كان الجميع يحترمها ، لاستقامتها و جديتها .
و كانت أيضا سمراء البشرة و هيفاء الطلعة ، جمالها لم تكن تخطئه العين ، كما كان شعر رأسها أسودا فأحمر و منسدلا على كتفيها ، كما أن قسمات وجهها كانت متناسقة ، مما كانت تضفي عليها جمالا أخاذا ، كما أن مبسمها كان جذابا خاصة عندما تضحك .

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading