
_ بقلم : ادريس حيدر :
كان ” حسن” ذو شخصية ضعيفة ، متردد في قراراته ، ضعيف الإدراك ، إن لم يكن بليدا ، و عدواني السلوك ، و أناني ، يحب ذاته و مصلحته و يكره الغير .
فيما كان أخاه :” محسن” قوي الشخصية ، لطيف ، وديع و محبوب لدى الجميع ، نظرا لخصاله الحميدة .
و من تم ، كان ” حسن” يحاول تقليد أخيه ، ليلقى نفس المحبة و الإعجاب من طرف الغير ، إلا أن الفشل كان حليفه دائما و أبدا .
نتيجة لذلك ، بدأ يغير من أخيه :” محسن” ، و تطور هذا الشعور إلى الكراهية .
و شاءت الأقدار أن ينتقل أبوهما :” الحاج البشير” إلى عفو الله ، و كان قد ترك لورثته و هم : زوجته و ابنيه التوأم و أخته :” صفية” التي كانت تعيش متزوجة في مدينة أخرى ، إرثا مكونا من عقارات و منقولات .
و بعد إجراء الورثة قسمة حبية فيما بينهم ، في متخلف الهالك أبيهم ، لم يرض ، ” حسن” بما ناله ، فعبر عن عدم رضاه عليها و غضب كثيرا بل و أقام الدنيا ، و انطلق ينعت أخاه ” محسن ” في غيابه ب: الظالم و الجشع …
إلا أن أمهما كانت دائما بالمرصاد له و تدافع عن ابنها ” محسن” بحرارة ، و كانت تنعت هذا الأخير ب” المرضي” لكثرة اهتمامه بها و خدمته و مساعدته لها .
و بالرغم من هذه التوترات ، كان ” محسن ” قد قرر الزواج و إقامة أسرة ، بهدف الاستقرار و التفرغ لرعاية عائلته و خاصة أمه و تنمية تجارته من خلال ما ورثه عن المرحوم أبيه ، و ليظل اسم : ” الحاج البشير ” في السوق ، أو ليخلد من خلال ذريته .
تزوج ” محسن ” بابنة خاله :” سمية” ، و كانت هذه الأخيرة شابة هادئة ، خجولة ، وديعة ، تترك دائما مسافة بينها و بين الغير ، و كان الجميع يحترمها ، لاستقامتها و جديتها .
و كانت أيضا سمراء البشرة و هيفاء الطلعة ، جمالها لم تكن تخطئه العين ، كما كان شعر رأسها أسودا فأحمر و منسدلا على كتفيها ، كما أن قسمات وجهها كانت متناسقة ، مما كانت تضفي عليها جمالا أخاذا ، كما أن مبسمها كان جذابا خاصة عندما تضحك .
يتبع…