
بقلم : ذ. ادريس حيدر
لم يكن ” مهاجر ” تلميذا نجيبا ، بل كان متوسط الفهم و الإدراك ، و أحيانا لم تكن تُسْعِفُهُ إمكانيايته العقلية المحدودة في متابعة الدروس و إنجازها .
و مع مرور الوقت فهم محدوديته القرائية ، فاستعمل أساليب انتهازية ، ذلك أنه كان قد ضمن الحضن الدافئ لدى أمّ صديقه و أسرته ، و بقي له الترقي الاجتماعي ، فاختار له أسلوبا و سلوكا انتهازيا في غاية الاتقان ، و هو ادعاءه بأنه معتقل سياسي سابق ، و كان يَعِي أن هذا النعت أو هذه الصفة في سنوات السبعينات و الثمانينات ، تعني تقدير المجتمع له ، بل و رِبْحُهُ لوضع اعتباري محترم .
فزعم في نفس السياق أنه مناضل يساري ، و كان مدركا ، من أن هذا الانتماء الوهمي سيسهل عليه مأموريته في متابعة دراسته الجامعية و التي كانت تتم في جامعة بعيدة المسافة عن مسقط رأسه ، حيث كان يعرفه الجميع ، و يعلم أن لا علاقة له بما يدعيه .
حاول ، إذن ، الحضور في حلقات الطلاب اليساريين ، حيث يناقشون همهم النقابي و الوضع الوطني و القومي بشكل عام .كما كان يحضر في المظاهرات التي كانوا ينظمونها .
كَبُرَ طموحه و تفتقت عبقريته الانتهازية ، و بدأ يخطط لتموقعه في أعلى السلم الاجتماعي ، و ذلك عن طريق الزواج من إحدى الفتيات الميسورات و سليلة أسرة مرموقة اجتماعيا ، إلا أنه فشل فشلا ذريعا ، لأنه كان يفتقد لكثير من المقومات المطلوبة في مثل هذه الحالات .
فانتقل مرة أخرى إلى المراهنة على إتمام دراسته الجامعية ، و ذلك لتبوءه مكانة علمية استثنائية ، رغما عن علمه بإمكانياته الدراسية الضعيفة .
و لبلوغه لهذه الغاية استعمل في سبيل ذلك كل الأساليب الحاطة بكرامته : النفاق ، الرياء ، الكذب ، النميمة ، المسكنة ، و المدح التافه …الخ .
يتبع …