الجَحُود (03)

6 يونيو 2025

بقلم : ذ. ادريس حيدر

لم يكن ” مهاجر ” تلميذا نجيبا ، بل كان متوسط الفهم و الإدراك ، و أحيانا لم تكن تُسْعِفُهُ إمكانيايته العقلية المحدودة في متابعة الدروس و إنجازها .
و مع مرور الوقت فهم محدوديته القرائية ، فاستعمل أساليب انتهازية ، ذلك أنه كان قد ضمن الحضن الدافئ لدى أمّ صديقه و أسرته ، و بقي له الترقي الاجتماعي ، فاختار له أسلوبا و سلوكا انتهازيا في غاية الاتقان ، و هو ادعاءه بأنه معتقل سياسي سابق ، و كان يَعِي أن هذا النعت أو هذه الصفة في سنوات السبعينات و الثمانينات ، تعني تقدير المجتمع له ، بل و رِبْحُهُ لوضع اعتباري محترم .
فزعم في نفس السياق أنه مناضل يساري ، و كان مدركا ، من أن هذا الانتماء الوهمي سيسهل عليه مأموريته في متابعة دراسته الجامعية و التي كانت تتم في جامعة بعيدة المسافة عن مسقط رأسه ، حيث كان يعرفه الجميع ، و يعلم أن لا علاقة له بما يدعيه .
حاول ، إذن ، الحضور في حلقات الطلاب اليساريين ، حيث يناقشون همهم النقابي و الوضع الوطني و القومي بشكل عام .كما كان يحضر في المظاهرات التي كانوا ينظمونها .
كَبُرَ طموحه و تفتقت عبقريته الانتهازية ، و بدأ يخطط لتموقعه في أعلى السلم الاجتماعي ، و ذلك عن طريق الزواج من إحدى الفتيات الميسورات و سليلة أسرة مرموقة اجتماعيا ، إلا أنه فشل فشلا ذريعا ، لأنه كان يفتقد لكثير من المقومات المطلوبة في مثل هذه الحالات .
فانتقل مرة أخرى إلى المراهنة على إتمام دراسته الجامعية ، و ذلك لتبوءه مكانة علمية استثنائية ، رغما عن علمه بإمكانياته الدراسية الضعيفة .
و لبلوغه لهذه الغاية استعمل في سبيل ذلك كل الأساليب الحاطة بكرامته : النفاق ، الرياء ، الكذب ، النميمة ، المسكنة ، و المدح التافه …الخ .

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading