المدرسة تئن في مهدها

18 ديسمبر 2024

ذ. عبد الرؤوف الزكري : 
يرجع تاريخ تأسيس أول مدرسة بالمغرب “مدرسة وكاك بن زلو اللمطي” قرب تزنيت، إلى القرن الخامس الهجري. تزامنا مع تأسيس “الوزير نظام الملك” أول مدرسة ببغداد، عاصمة الخلافة الإسلامية. وقبلها المدارس القرآنية التي تأسست على يد عقبة بن نافع وموسى بن نصير. وقد استمر مسلسل التشييد والبناء للمعاهد والجوامع والزوايا و… وظلت ولودة لثلة من العلماء والأدباء الذين سار بذكرهم “المعسول” للعلامة المختار السوسي، و”النبوغ” للعلامة عبدالله كنون. وهي المسيرة التي بلغت أوجها في عهد كل الدول التي توالت على حكم المغرب الأقصى، وخصوصا في عهد المرينيين، وها هي آثارهم شاهدة على ما أنجزه سلطان العلماء وعالم السلاطين: أبو عنان المريني، الذي كانت له اليد البيضاء على العلم والعلماء، ومحضنهم المدرسة.
وها نحن اليوم بعد طول عهد على اتصالنا واحتكاكنا بالمدارس، وبالتدريس والتعليم، نيمم وجههنا نحو الغرب حينا من الدهر، وحينا ثانيا نحو الشرق، وبلاد السند والهند، ونطلبه ثالثا من الصين، ومن كل بلاد الدنيا، عسانا نظفر بجيل قارئ، فشلنا في تلقينه شغفها، وتعليمه فك شفرات العبارات ودلالاتها. ناهيك عن امتلاك ناصية العلوم، حيث نجد صعوبة في العثور على مدرسيها وطلابها. فالأخبار تترى بإغلاق شعبة للرياضيات، وإعادة المباراة لأكثر من مرة لنفس الشعبة. فإلى أين نسير؟
يتحدث معجم أكسفورد، عن مصطلح “تعفن الدماغ”، كمصطلح لسنة 2024، هذا هناك، حيث يحتل تعليمهم الدرجات العلا في سلم التصنيف العالمي. فما بالنا بمن يتذيلها؟

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading