ترنيمة الجمال (02)

16 نوفمبر 2024
Oplus_0

ذ. ادريس حيدر : 

نفس الشعور راودني ثانية ، و لكن هذه المرة ، اتجاه أستاذتي الفرنسية ، و التي كانت تكبرني بسنوات .
جمال وجهها و قوامها الرفيع ، جعلاني أغوص و أفنى في بحر حبها .
و ربما كانت تشعر بي ، نظرا لنضجها و تجربتها الطويلة كمربيّة و أستاذة لفئات عمرية مختلفة .
و كانت كلما وجّهت لي الكلام ، إلا و ارتبكتُ و تلعثمتُ و احمر وجهي ، أنذاك كانت تعلو محياها ابتسامة صغيرة تفيد إدراكها لوضعي و مشاعري اتجاهها .
كنتُ فعلا أحبها .
و أما أستاذ اللغة العربية ، الوسيم و الأنيق ، و الذي كان يمتعنا كتلامذته بطرق تواصله معنا ، و بإخلاصه و تفانيه في العمل ، و حَثِّهِ لنا على الإيمان بالقيم الفضلى و التمسك بها .
هذا المربيان شخصية نموذجية و جذابة ، إن على مستوى الشكل أو المضمون . و بالتالي لن أنساه أبدا .
أجل ، إن الجمال يبعث لدى الإنسان نوعا من الجاذبية و الاستحسان نتيجة روعة ما يشاهد .
و الجمال كما هو معلوم ، مرتبط بالجودة في الشيء أو الشخص ، و التي تمنح متعة شديدة أو رضى عميق للعقل ، سواء ناشئة عن مظاهر حسية مثل : الشكل ، اللون ، الصوت …الخ ، أو تصميم أو نمط ذو معنى مثل الشخصية التي تتجلى فيها الصفات الروحية العالية .
و مع تقدمي في العمر ، أشهد أنني استمتعتُ كثيرا ، بجمال الصور الشعرية ، و شَنَّفْتُ مسامعي بروائع من الموسيقى بكل تلاوينها ، أشكالها و أنواعها ، و انبهرت بروايات عُدَّت من أمهات الإبداعات المكتوبة و نُقِلَ البعض منها ، أحيانا ، إلى أفلام سينمائية .
و غمرتني مشاعر الرضى و الارتياح ، و أنا أتمتعُ بمسرحيات – لأب الفنون – رائعة و استثنائية بكل المقاييس الجمالية .
و لن أنسى كذلك بهاء بعض اللوحات التشكيلية ، و التي خِلْتُهَا تنطق أو تتكلم من فرط جمالها

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading