محمد خلاد :
—————————
وحدي وظلان
في مرْجِ ماء
ونثارُ شمس في يدي
أرميه للنوارس
قبل أن تتوضأ بمِلْح الموج
وتصلي جهة الغمام
وحدي وظلان
مثل ليْلٍ شَتَوِيّ
ينساب مُتَموِّجاً من جسدي
كأنه يسأل عن ضوء ضاع
بين رَمِيمِ الغياب
وحدي وتيه طويل !
كم من طريق التفَّتْ أمامي
تعرّجتْ صعدتْ وانحدرتْ
وعادتْ كرأس أفعى تشرئبُّ إلي
اعتقدتُ أني على صواب
لَمَّا بلعتُ العاصفة
وفتحتُ صَدْعاً في جدار الرعد
ثم قلت : هاقد أنهيتُ كل شيء
وتركًتُ جسدي
يخلع ظله ليستريح
لكنّّ طفلا في داخلي
صرخ : إنك الآن بالْكَادِ بدأت
ولم يفت بعد الأوان
قلتُ له: كيف لي
أن أبدأ وقد تلاشيت؟
لا مِكْوَاةَ لي
ساعدني أكْوِي جسدي وظلي
وجُرَّ من فمي لَهَبَ الكلمات
لعَلِّي أستطيعُ لَمَّ شتِيتَ أنَاي
وسط فوْضى الهباء
————-
الصورة : بعدسة ميسون السكتاوي