ترنيمة الجمال (01)

8 نوفمبر 2024

ذ . ادريس حيدر : 

كانت تروقني في طفولتي ، أشكال و نماذج معينة ، و أَجِدُ راحتي البصرية و النفسية عند رؤيتها .
و اكتشفتُ باكرا ، أن التناسق و التناغم في شكل الإنسان أو مظهر الطبيعة أو إبداع البشر ، يبعثُ داخلي نشوة و قبولا و استحسانا و ارتياحا نفسيا كبيرا .
و أَدْرَكتُ في أوقات لاحقة ، أن ذاك الشعور الخاص الذي كان ينتابني و لازال ، مَبْعَثُهُ : ” الجمال ” و وَقْعُهُ على النفس و الروح .
كما أنني استوعبتُ أن ” الجمال ” هو قيمة مرتبطة بالغريزة و العاطفة و الشعور الإيجابي ، و هو يُعطي معنى للأشياء الحيوية ، و ليس له قياس محدد ، فكل إنسان يراه بشكل مختلف .
و الجمال قد ينشأ من تجربة صامتة و إيجابية .
و في هذا الإطار ، ترتد ذاكرتي إلى سنوات خلت ، حيث عشِقْتُ جميلات ، التقيتُ بهن في مسارات من حياتي ، كما أنني أُعْجِبْتُ بوسامة بعض الرجال ، خاصة عندما تُضَافُ لها مهاراتهم الاستثنائية في ميادين اختصاصهم .
سحرُ الجمال لا حدود له ، فالطبيعة هي الأخرى تفتنني بتلاوينها المختلفة و مناظرها الخلابة .
و نفس الأحاسيس تنتابني و أنا أتأمل لوحة فائقة الاتقان و معبرة ، كما أن الموسيقى ، تُشنِّفُ مسامعي و تهدأ من روعي في كثير من الأحيان بل و تهذب ذوقي . و الكلام نفسه يطال فنون و إبداعات أخرى ك: السينما ، المسرح …الخ .
و هنا أستحضر تلك الصبية الأندلسية المبهرة الجمال و التي كانت تُسمى :” كارمن ” ، و كنتُ قد أحببتها من أول نظرةً، و كانت قد بادلتني نفس المشاعر و العواطف .
إلا أن حبنا البريء ،أُجْهِضَ نظرا لكونها هاجرت مع أسرتها إلى بلادهم ” إسبانيا” .
و بالرغم من مرور سنوات طويلة عن هذا الحدث ، فلازلتُ أتذكر جمالها الأخاذ .

يتبع …

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading