
بقلم.ذ.محمد أكرم الغرباوي
على ضفاف المحبة الثقافية تعرفت على حفيظ ، رجل شهم أصيل مبادر معطاء … تجمعت فيه خصال أهل الله وخاصته . جمعتنا جمالية الفنون بحضرة أهل غزة بفلسطين الأبية ، وفي محبة سيدة الفكر و الأدب الأستاذة مليكة التومي . ملأ خشبة قصر الحداد بعبارات ترحيب عالية الفيض ، و اعتمر الأمكنة بسخاء تقدير ، أذكر له بنتا ملاكا كانت يومها بآخرسنة دراسية إبتدائية قرأت و غنت الشعر بموهبة الكبيرات الملهمات ، هكذا هو دافع من حوله للألق العظيم .
شاءت الظروف أن نفترق ليجمعنا بيت الصحافة في لقاء عابر اهتم بالثقافة و العمل الجمعوي لأجده بارعا متمكنا متشبعا بأصول الفعل الثقافي و الاشتغال المشترك الإنساني . مدافعا شرسا عن حيًِه و أصوله وعن ساحرية بني مكادة العالية .
عبد الحفيظ شنكاو ، إستثناء في عوالم التنشيط الثقافي ، و خبير في مجال الصحافة المحلية و الإعلام النزيه . من خلال برنامجه الإذاعي راديو بني مكادة أو برنامج أهل المدينة …
لماذا أكتب عنه الآن بعد انقطاع إتصال لسنوات ؟
لأني الآن وعلى بُعد إتصال لا إنفصال . وجدته بعيدا هناك . حيت فرقتنا مشاغل الحياة . لازال يؤمن أن الصعب ليس مستحيلا . وأن الحياة لا تشيخ مع الطفولة .
وجدته في تأملي البعيد يزور الدواوير رغم صعابها ، و يطرق أبواب المسؤولين رغم فولاذها ، و يجمع الأطر التربوية و يكونهم رغم اختلاف مشاربها . ليصنع جمالا استثنائيا في عوالم التخييم .
ليجعل لأطفال العالم القروي فسحات صيفية داخل مخيماتهم المهاراتية بالجهة . ليعيشوا إنطلاقات جديدة و تجارب البحر و الجبل و متعة الإبحار في مجالات و أنشطة المخيمات الصيفية.
المخيم لايدرك صعوبته من لم يحمل صفارة القائد أو المؤطر أو المدرب التربوي .
المخيم لايدرك متعته من لم يقف في الصف صباحا يردد النشيد الوطني في سماء الخيام ، و أناشيد الصباح و المساءات بين النار و النجوم .
أعرف أن العزيز الإطار التربوي عبد الحفيظ شنكاو هناك منشغل كثير الإنشغال من أجل متعة من حوله من الأطفال و القادة . لا أريده أن يأبه لهذه الخربشات ، إلا وقد تملكه العياء وهو يبحث عن قسط ظل و سكون راحة .
صديقي عبد الحفيظ من بعيد أحييك و أشد على محبتك . لتحيا سعيدا ” باحفيظ ” كما يحلو لقوافل من يحبوك مناداتك .
محمد أكرم الغرباوي
كاتب و مخرج مسرحي
باحث في الفنون التعبيرية