إشراقة… العنف ضد المرأة …

9 أكتوبر 2022

ذ : إدريس حيدر

كان الصياح الحاد يعلو و يتردد صداه في ردهات المحكمة بمجرد أن نُطِقَ الحكم من طرف المحكمة ،في حق زوج برئت ساحته من جنحة العنف ضد زوجته .
كانت الزوجة المعنفة تبكي ،تولول و تستغيث بأعلى صوتها إلى أن أغمي عليها و نُقِلت إلى المستشفى .
بعد هذه الواقعة المؤلمة التي عاينتها ، تساءلت ُ :
– ما جدوى ما يُكتبُ و ما يُناقشُ في القاعات المسدودة و في الأجهزة الإعلامية الرسمية ( إذاعة و تلفزة ) ،حول العنف بأشكاله الممارس على المرأة ؟
أجل ،لقد كُتب الكثير بخصوص هذا الموضوع من طرف المختصين ، كما أن منظمات المجتمع المدني ذات الاختصاص ،نظمت دورات تكوينية ، و أياما تهدف التحسيس من أجل وضع حَدٍّ لهذه الظاهرة المشينة ، و التي تسيئ إلى المجتمع برمته .
و في هذا الإطار ،صادق المغرب على المعاهدات الدولية ذات الصلة ،كما أصدرت قوانين ملائمة للمعاهدات و القوانين الدولية .
و هكذا أصدرت قانون : 13- 103 الذي بمقتضاه أُضيفت إجراءات و مقتضيات إضافية من أجل حماية المرأة من العنف و استحدثت مؤسسات لاستيعاب المعنفات.
ففي المحاكم خصصت خلية لهن ، مما يعني أنها تحظى باهتمام و متابعة السيد وكيل الملك ، فضلا عن كون قضايا المرأة المعنفة، تُدْرَجُ في جلسات خاصة ، دليل الاهتمام الكبير بها .
فهل ما اتخذ من إجراءات كان كافيا لوضع حد أو على الأقل للتخفيف من حدة هذه الظاهرة المقيتة ؟
إنه و بالرغم من كل ما سبق فإن الأمر لازال على حالته و ربما ازداد تفاقما .
و يٌرجع المهتمون بهذا الشأن سبب التعثر الذي تشهده هذه القضية إلى : إكراه الإثبات ، أي ان على المرأة أن تُثبت ما تدعيه ،و هنا تكمن الصعوبة .
و لقد ذهب بعض المختصين إلى القول : أن الإثبات يجب أن يقع على كاهل الزوج أو الشخص المعتدي * ،فضلا عن تأمين سلامة الشاهد …الخ .
و في انتظار تنزيل هذه الاجتهادات و أخرى، فإن الوضعية لازالت على حالها .
و إذن على الدولة و الجهات ذات الصلة ، الإسراع في حماية المرأة من العنف ، بتفعيل الاقتراحات و الاجتهادات بما يضمن القضاء على هذه الآفة و وضع حد لها.
و في انتظار ذلك ،كفى عنفا و اعتداء على المرأة .

* بمعنى أن يثبت الرجل المعتدي ،أنه مثلا في ساعة الاعتداء كان موجودا في مكان آخر…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading