رأي : عن حفلات التكريم والتوديع ..والزبونية

31 أغسطس 2022

بقلم : أسامة بنمسعود

حفلات التكريم و التوديع، التي اطلقتها جماعاتنا الموقر، لأشخاص في موقع المسؤولية خارج مؤسستها، فعل لا أثر له في ابتاريخ و لا مبرر له عقلي أو نقلي، فان تودع مؤسسة احد موظفيها امر مستساغ و مفهوم، ان يحزن موظف لمغادرة زميل له امر مفهوم نظرا لما تراكم بينهما من علاقات انسانية ، لكن ان تقوم مؤسسة دستورية، بتكريم أو توديع موظف بمؤسسة دستورية أخرى امر غير مفهوم إداريا، إلا إدا كانت العلاقة القائمة بين تلك المؤسسات يختلط فيها الشخصي بالمؤسساتي و هو أمر غير محمود لأن من نتائجه صناعة النخب المحظوظة التي تغتني أو تراكم علاقات زبونية مع المواطنين من خلال ما تقدمه لها السلطة من تسهيلات ، في حين يجب ان تكون العلاقة بينهما مؤطرة على أساس القاعدة القانونية، و ليس مدى القرب او البعد الشخصي ، و ان يكون هدفها خدمة الصالح العام و ليس خدمة الأشخاص أن كان موقعهم . فمن اساسيات المرفق العام ضمان المساواة للمرتفقين.
علاقات من هذا النوع تراكم للزبونية. و صناعة علاقات ملتبسة يختلط بها ما هو شخصي، بما هو إداري مؤسساتي. لتصبح معها شعارات دولة الحق و القانون، مجرد شعار مرتفع عن الواقع، و لتظل استراتيجية تحديث الإدارة المغربية على مستوى الممارسة تنظر نخب محلية منخبة و معينة مواطنة لم تولد بعد.
و أكيد أن نفس الوجوه ستهرول لإستقبال المعين الجديد، و سيتهاتفون على تبادل ارقام الهواتف، و أخد الصور و نشرها على برفيلات عالمهم الأزرق، و اعلان إنجازاته و ما سيحققه للحجر و البشر……
كل هذا للأسف يحدث أمام و تحت رعاية سلطة حكومة أوكل لها مهام حفظ القانون و تنزيل المشروع الاستراتيجي للمفهوم الجديد للسلطة و الإدارة.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading