و دارت الأيام ( 04) .

26 أغسطس 2022

ذ : إدريس حيدر  : 

كان ينتظر ثناء أو تشجيعا يشعره بأهمية ما يكتب ، و يرجعه إلى رحاب الأصدقاء و الأحباب ، إلا أن تعليقات القراء كانت قليلة و شحيحة ، و تتضمن في بعض الأحيان كثيرا من الانتقاد بل و التهجم.
تأكد ان الزمان غير زمانه و أنه ربما أصبح متجاوزا في كل شيء بسبب تقدمه في السن و التغييرات التي شهدها الكون على مستويات عدة.
رفع معاناته إلى السماء ، و اعتكف على قراءة القرآن و الصلاة و الاذكار ،بل و أصبح ناشطا متعبدا ، فأطلق لحيته التي كانت بيضاء ناصعة ، و بدا و كأنه أحد المتصوفة .
كان الزمان يمر سريعا ،و السيد ” محمد ناصر ” يتقهقر صحيا .
و كانت ثلة من جيرانه، تعوده و تساعده على قضاء حوائجه و ترافقه في مرضه.
و بين الفينة و الأخرى كانت زوجته تزوره مصحوبة بأحد الأبناء في محاولة منها إرجاعه لمنزله ،إلا أنه كان يرفض رفضا قاطعا طلبها بل و يخرج عن أطواره كلما ذُكِرَ له هذا الموضوع.
ظل يقضي وقته كاملا في تأملاته السوداوية و العدمية و مصيره المؤلم و الغامض ، إلى أن عُثِرَ عليه في إحدى الصباحات جثة هامدة ، و كان قد فارق الحياة .
و بعد دفنه ، كانت إحدى أوراقه المبعثرة التي وُجِدت ،تحوي على بعض افكاره التي كان يدونها بين الفترة و الأخرى و منها :
– التقاعد نظام اجتماعي يجب مراجعته .
– لماذا تنكر لي الجميع و نسيني ؟
– و لماذا اهملتني زوجتي و أبنائي. ؟
– أجل ،لقد مِتُّ يوم أُحِلْتُ على التقاعد .
و أخيرا
” و دارت الأيام …”

انتهى .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading