Deprecated: Automatic conversion of false to array is deprecated in /homepages/4/d885985160/htdocs/ksar.es/wp-content/themes/amnews/includes/fonts.php on line 616

إشراقة… نفاق و انتهازية الغرب.

1 أغسطس 2022

ذ : إدريس حيدر

لعل الجميع لا زال يتذكر تلك التصفية الجسدية المقيتة ،و التي ذهب ضحيتها الصحفي السعودي :” جمال الخاجقشي” الذي كان مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي كان يحرر عمودا في جريدة ” الواشنطن بوست ” ،الذائعة الصيت.
و تم قتله بدم بارد في قنصلية المملكة العربية السعودية ب” إسطانبول” – تركيا.
و كان العالم قد اهتز لهذا القتل البشع خاصة و أنه راجت آنئذ في العالم ،روايات رهيبة عن الكيفية التي تم بها التخلص منه.
و في هذا الإطار كان الرئيس الفرنسي ” ماكرون ” قد صرح على هامش مؤتمر ” إسطانبول” المتعلق بالوضع في سوريا ،إلى أنه و المستشارة الألمانية ” ميركل” ، سيطالبان من الاتحاد الأوروبي، اتخاذ إجراءات صارمة اتجاه السعودية .
كما أن المرشح للرئاسة الأمريكية أنذاك الرئيس ” بايدن ” ،توعد المملكة قائلا ، إنه سيجعلها “منبوذة ” بين الامم .
فيما طالبت جهات أخرى و منها ” تركيا” و الأمم المتحدة بالمساءلة و عدم الإفلات من العقاب.
و توجهت الأيادي بالإشارة و كذا التقارير المخابراتية الغربية ،إلى أن المسؤول عن قتل الصحافي المذكور هو : ولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” ، و كثرت التسريبات و السيناريوهات التي تفيد أن الأمير يدبر الأمور السياسية السعودية بطريقة تسيء لها ( الحرب ضد الحوثيين، حصار قطر ، قتل الصحافي الخاجقشي…الخ ) ، و أنه من الأنسب و الأصلح للبلاد تنحيته.
و الآن و قد مضت بضعة شهور على ارتكاب ولي العهد السعودي لتلك الجريمة النكراء ،تتم زيارته و لقاءه من طرف الرئيس الأمريكي ” بايدن ” بل و إن طريقة استقباله تنم على حسن و عمق العلاقات بين الرجلين .
كما أنه استقبل أخيرا على السجاد الاحمر بقصر ” الإليزيه” بباريس – فرنسا ،بالرغم من الاحتجاجات التي قامت بها هيآت حقوقية من أجل رفض استقباله ، إلا أن سلطات تلك الدول لم تعر لذلك أدنى اهتمام أو انتباه.
و مرد هذه الاستقبالات و بكثير من الحفاوة عوامل كثيرة منها:
1- صفقات الأسلحة المنتظرة بين المملكة العربية السعودية و تلك الدول و التي من شأنها الحصول على أرباح مالية طائلة توفرها لخزائنها المالية و التي ستحقق لها انتعاشا لاقتصادياتها و لشركاتها المتعددة و ذات الاختصاص.
2- إغراق الغرب بالبترول باثمنة مناسبة للتخفيف من ارتفاع أسعارها المهول و لإفشال مخططات ” روسيا” في حربها ضد الغرب في شخص ” أوكرانيا ” .
يقينا ،أنه لو كان هذا الجرم و مثيله قد ارْتُكِبَ من طرف رئيس دولة فقيرة ، لأقام الغرب الدنيا و لن يعقدها، وسيستعمل كل أسلحة المثل من أجل إصابة الهدف في مقتل .
لكن و أمام هذا البلد الغني ( السعودية ) ،تصبح حقوق الإنسان و القيم الفضلى ،قضية ثانوية .
إنه حقا ،نفاق مقزز و انتهازية مقيتة تلك التي يمارسها الغرب.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading