_ د . خليل اللواح:
يأتي الخطاب الملكي؛ اليوم، بمناسبة عيد العرش المجيد، في سياق دولي صعب متأثر بتداعيات الحرب الروسية الاكرانية على الاقتصاد العالمي وعلى الاستقرار الدولي. وفي سياق وطني مطبوع بمؤشرات مقلقة نتيجة تواضع الموسم الفلاحي بسبب الجفاف بما لي هذا الأخير من نتائج وخيمة على المخزون المائي الوطني وعلى الامن المائي، ونتيجة ارتفاع الاسعار في السوق الوطنية مجاراة لارتفاعها في السوق الدولية، ونتيجة أيضا لمجموعة من التحديات التي يواجهها المغرب والمرتبطة بمزيد من الاصلاحات القانونية والمؤسساتية لتنزيل مضامين النموذج التنموي الجديد.
كعادته، وقف الخطاب الملكي على مجموعة من التحديات والانتظارات ومداخل استشراف المستقبل، وتناول جلالته قضايا الوطن بروح وطنية صادقة وبصراحة ملك ذكي استطاع أن يحقق نهضة تنموية لا ينكرها أحد.
تدرج الخطاب في سرد مداخل الإصلاح، وتراوحت هذه الأخيرة بين الأبعاد القانونية والمؤسساتية، وبين التحديات الوطنية على مختلف الأصعدة، وبين الهواجس التنموية في مختلف تجلياتها.
وقف الخطاب الملكي على أوجه و مكامن قصور مدونة الأسرة، لاسيما وان الممارسة خلال 18 سنة الماضية أفرزت العديد من الاشكالات القانونية، ظلت نواقص يجب تجاوزها واصلاحها، انسجاما مع التحولات المجتمعية لمغرب اليوم، كما وجه جلالته تعليماته السامية للحكومة لارساء مؤسسات النهوض بالأسرة تفاعلا مع أحكام الدستور والتوجهات الوطنية، وكذا تقريب القضاء الأسري من المواطن لخدمته.
رب ضارة نافعة، هي عبارة استحضرها جلالته في السياق الدولي المقلق، من جهة، لجلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية ومساعدتها على التوطين بتبسيط المساطر والاجراءات الادارية، ومن جهة أخرى لمزيد من التقارب مع الشعب الجزائري في ظل الفجوة المحدثة من طرف النظام الجزائري، ورفض هذا الأخير لليد الممدودة له من طرف المغرب الشقيق.
وقف جلالته في صلب الخطاب على القيم الأصيلة للمغاربة، قيم تجمعهم في الازمات لرفع الصعوبات والتحديات، وتقوي عزيمتهم أيضا للقفز سويا نحو التقدم والازدهار.
بما لا شك فيه، أن الخطاب الملكي اليوم ، يشكل خارطة طريق الاصلاحات المقبلة ذات الأولوية، في سياق وطني يعج بالعديد من التحديات المختلفة على أصعدة متنوعة؛ وهي تحديات ممكنة الحلول باستباقية الخطاب الملكي ونباهته في فك رموز الأحداث والوقائع.