ذ . إدريس حيدر :
كانت امرأة متقدمة في السن بعض الشيء ،متسخة دائما ،لا يُفْهَمُ كلامها أو هذيانها،الذي كان عبارة عن هلوسات ، و كان يُفْهَمْ من كلامها انها صاحبة الفضل على ساكنة القرية ،حيث تمنع الارواح الشريرة و الجن من إلحاق الأذى بها ،من خلال طلاسيمها و تعاويذها.
اقترح ” عمي علي ” عليها الزواج بالرجل / الماعز ،فرحت كثيرا لكونها لم يسبق أبدا أن عرض عليها شخص الزواج.
وافقت بسرعة من دون قيد أو شرط .
اتصل ” عمي علي ” بالكائن الغريب من أجل الحضور إلى القرية لتزويجه .
أقيم حفل الزواج في أحضان القرية و بمباركة ساكنتها .
رقص الجميع و غنى ، و في نهاية الحفل صاحبت ” خدوج السحارة ” زوجها إلى الجبل و من هناك ظل يشنف أسماع سكان القرية بمقاطع موسيقية ساحرة بآلة الغيطة ، و كانت تلك الأنغام تأخذ بالألباب ، خاصة ،عندما تُعْزَفُ بعد منتصف الليل .
كانت هذه المعزوفات تعبيرا عن سعادة الكائن الغريب بزواجه .
و اعتاد سكان القرية ،سماع تلك المعزوفات الرائعة و الاستمتاع بها و ربما كانت تخفف عليهم من منسوب ضغط الحياة الصعبة في البادية بإكراهاتها الكثيرة .
كان الرجل / الماعز ،قد أضفى على حياة ساكنة الدوار أجواء البهجة و الحبور وخلق لديهم من خلال موسيقاه أملا في العيش ، حياة أحسن و أجمل.
و فجأة انقطع و توقف تردد صدى الموسيقى في الفضاء المحيط بالجبل لمدة عدة أيام ، مما خلق الدهشة و الاستغراب و الحسرة لدى ” عمي علي ” و ساكنة القرية .
يتبع…
تشكيل : إدريس حيدر.