عمي ” علي ” (04)

1 أبريل 2022

ذ . إدريس حيدر : 

كانت امرأة متقدمة في السن بعض الشيء ،متسخة دائما ،لا يُفْهَمُ كلامها أو هذيانها،الذي كان عبارة عن هلوسات ، و كان يُفْهَمْ من كلامها انها صاحبة الفضل على ساكنة القرية ،حيث تمنع الارواح الشريرة و الجن من إلحاق الأذى بها ،من خلال طلاسيمها و تعاويذها.
اقترح ” عمي علي ” عليها الزواج بالرجل / الماعز ،فرحت كثيرا لكونها لم يسبق أبدا أن عرض عليها شخص الزواج.
وافقت بسرعة من دون قيد أو شرط .
اتصل ” عمي علي ” بالكائن الغريب من أجل الحضور إلى القرية لتزويجه .
أقيم حفل الزواج في أحضان القرية و بمباركة ساكنتها .
رقص الجميع و غنى ، و في نهاية الحفل صاحبت ” خدوج السحارة ” زوجها إلى الجبل و من هناك ظل يشنف أسماع سكان القرية بمقاطع موسيقية ساحرة بآلة الغيطة ، و كانت تلك الأنغام تأخذ بالألباب ، خاصة ،عندما تُعْزَفُ بعد منتصف الليل .
كانت هذه المعزوفات تعبيرا عن سعادة الكائن الغريب بزواجه .
و اعتاد سكان القرية ،سماع تلك المعزوفات الرائعة و الاستمتاع بها و ربما كانت تخفف عليهم من منسوب ضغط الحياة الصعبة في البادية بإكراهاتها الكثيرة .
كان الرجل / الماعز ،قد أضفى على حياة ساكنة الدوار أجواء البهجة و الحبور وخلق لديهم من خلال موسيقاه أملا في العيش ، حياة أحسن و أجمل.
و فجأة انقطع و توقف تردد صدى الموسيقى في الفضاء المحيط بالجبل لمدة عدة أيام ، مما خلق الدهشة و الاستغراب و الحسرة لدى ” عمي علي ” و ساكنة القرية .

يتبع…

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading