_ ذ : محمد التطواني
نعل الشيطان
بالله عليكم ياصراصير التلفزة المغربية 2M
من أي كأْسة شربتم هذا المُخاط؟
لا مَحالة أنكم تجاهلتم خرقة القماط والأمس القريب .
لا شك قد إمّحى الماضي عن آخره في ذاكرتكم ، وبقيت ذاكرة الخبث والخبائث بصديدها ، تحسبونها فُرجة ، وهي في الحقيقة أحطّ من فرث ما في الكرش .
برامجكم المتلفزة مجرد بهدلة تَخِمَ منها كبارنا وصغارنا لما تعرضونه من خلال شاشاتكم المتلفزة ، مما دفع زبدها النتن الى الحضيض .
الماعون الذي تعرضونه علي المشاهدين إنكشط وانكشفت عورته، شبيهة بالأكلات السريعة ماكدونالد التي تجري بسرعة في قنوات الميْضأة.
مُتعة المشاهدين أضحت مَرَق بلا ملح ، والطباخ يبحث في الزِّبْلِ لتسويقها ، ليتحاجا بها المشاهد ، كثقافة استهلاكية ، يتم من خلالها تشذيب ما يخامر الذهن من أفكار نيِّرة .
إن برامجكم مقصودة ، تنحدر بنا الى حضيض الوقاحة وقلة الحشمة وانعدام الأخلاق . لا خشبة المسرح تولوِل ، لتنفض الغبار عن ماضي عمالقته ، ولا سينما إنتقلت بنا من فلك تهافت المتهافتين ، الى فلك حيث واضحة النهار .
كل ما هناك تمت سيطرة عصرنة أنواع لفافات سجائر وموديلات من ومضات البرق ، سرعان ما تفقد بكرتها وسط طابور مَن يدعون ( أنا فنان/ أنا ممثل / أنا مخرج / أنا سينريست ، مثلهم كمثل تعدد ما يطلقون على انفسهم شعراء الحداثة عددهم نجوم السماء ..
وبين خضم الهرج والمرج ، وبدافع ( نَقْضِوْ حْتَى يْفرَّج الله ) .
كل يوم تطلع علينا 2M وما جاورها ببرامج شبيهة بحِمم براكين بوجوه وحناجير تحسب أن الوثب على البِردعة أو اللَّبُّود الى أعلى صهوات الخيول ، يساعد على نشر قلاعٍ، وعناقيد من فضة .
أقرب هذه الملامح في عصرنا هذا ، والتي تعودنا على نباحها ،والتي تشكل جماعة فنانين كما الآتي:
جماعة القنازيع بمختلف موديلات تسريحات شعرها كالدِّيكة ، وموديلات أخرى من قامت بتربية الشعر تحت الشفتين بما يسمى بالعُنفُقَه، أضف بعض الحناجر التي تطلق على نفسها صاحبة الأغنية الشبابية ، فأنابيبها تحتاج الى من يقوم بإصلاحها او الإستغناء عنها وتعويضها بالفراغ ، عوض أن نسمع يومياً ، إما دجاجةقاقت ، أو نعيق غراب ، أو صقير غراب ، أو عرير صرصار ، وآخرون يدخلون الخشبة مترنحين
كأنهم سكارا لا نسمع سوى ( هَوْ هَوْ هَوْ) وتقليد المرأة في ( هَزْ لَبْطَنْ) ماخَلّوْ لنسا مايْديرو .
للأسف ..
بهذا الوسخ تم تكنيس تراثنا الاخلاقي الثقافي الأدبي الاجتماعي .ولا من قال (نعل الشيطان ) .