ذ _ إدريس حيدر
اعتقد للحظة أنه يتوهم سماعه لتلك الموسيقى الجميلة ،خاصة و أن أذنيه تعودتا عليها لأن أباه كان ” غياطا ” و كذا بعض أفراد أسرته الذين كانوا أعضاء في الفرقة الموسيقية المحلية التي تعزف في الافراح و المناسبات.
ادمن ” عمي علي ” الإقامة في ذلك الغار لبعض الوقت للاستمتاع بتلك المعزوفات الموسيقية الشيقة .
و في إحدى الأيام و في نفس المكان و هو يغط في نومه
استفاق بغتة على صدى شيء يتحرك و يتردد صداه في أرجاء المغارة.
أُصِيب بنوبة ذُعْرٍ و خوف كبيرين ، وفجأة وقف أمامه كائن غريب ،بدا له للوهلة الأولى أنه خليط من الإنسان و الحيوان أو نصفه إنسان و النصف الآخر حيوان ( ماعز ).
كان جسده مكسوا بالشعر و كذا وجهه ،بحيث لم تكن تقاسيمه تظهر جلية .
انتفض و انتصب مرعوبا و سأله:
” من تكون ؟”
صمت الكائن الغريب .
فأعاد ” عمي علي ” سؤاله و أضاف :
” هل أنت آدمي أم حيوان أم جني ؟”
” و ماذا تفعل هنا ”
استمر الغريب صامتا بعض الوقت ،ثم تكلم :
” أنا كائن غير عادي ، و غريب ،إنسان و حيوان . اسكن هذا المكان منذ مدة ، و انا عازف تلك الموسيقى التي ربما سمعتها أو أعجبتك .”
كان صوته خشن، قوي و يملأ صداه فراغ المغارة .
اطمأن ” عمي علي ” بعض الشيء ،لكنه مع ذلك ظل قلقا ، لأن من كان يخاطبه ظل غريبا بالنسبة له ،خاصة و أنه كان مكسوا بالشعر ، و لم يتأكد و الحالة هذه مما إذا كان يشبه بعض الشيء للإنسان .
و بعد تبادله الحديث مع ” عمي علي ” رجع الكائن المختلف من حيث أتى ،حيث اختفى في ظلام المغارة .
يتبع…
تشكيل : ذ. إدريس حيدر.