عمي ” علي ” (02)

18 مارس 2022

ذ _ إدريس حيدر

اعتقد للحظة أنه يتوهم سماعه لتلك الموسيقى الجميلة ،خاصة و أن أذنيه تعودتا عليها لأن أباه كان ” غياطا ” و كذا بعض أفراد أسرته الذين كانوا أعضاء في الفرقة الموسيقية المحلية التي تعزف في الافراح و المناسبات.
ادمن ” عمي علي ” الإقامة في ذلك الغار لبعض الوقت للاستمتاع بتلك المعزوفات الموسيقية الشيقة .
و في إحدى الأيام و في نفس المكان و هو يغط في نومه
استفاق بغتة على صدى شيء يتحرك و يتردد صداه في أرجاء المغارة.
أُصِيب بنوبة ذُعْرٍ و خوف كبيرين ، وفجأة وقف أمامه كائن غريب ،بدا له للوهلة الأولى أنه خليط من الإنسان و الحيوان أو نصفه إنسان و النصف الآخر حيوان ( ماعز ).
كان جسده مكسوا بالشعر و كذا وجهه ،بحيث لم تكن تقاسيمه تظهر جلية .
انتفض و انتصب مرعوبا و سأله:
” من تكون ؟”
صمت الكائن الغريب .
فأعاد ” عمي علي ” سؤاله و أضاف :
” هل أنت آدمي أم حيوان أم جني ؟”
” و ماذا تفعل هنا ”
استمر الغريب صامتا بعض الوقت ،ثم تكلم :
” أنا كائن غير عادي ، و غريب ،إنسان و حيوان . اسكن هذا المكان منذ مدة ، و انا عازف تلك الموسيقى التي ربما سمعتها أو أعجبتك .”
كان صوته خشن، قوي و يملأ صداه فراغ المغارة .
اطمأن ” عمي علي ” بعض الشيء ،لكنه مع ذلك ظل قلقا ، لأن من كان يخاطبه ظل غريبا بالنسبة له ،خاصة و أنه كان مكسوا بالشعر ، و لم يتأكد و الحالة هذه مما إذا كان يشبه بعض الشيء للإنسان .
و بعد تبادله الحديث مع ” عمي علي ” رجع الكائن المختلف من حيث أتى ،حيث اختفى في ظلام المغارة .

يتبع…

تشكيل : ذ. إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading